أجانتا
أجانتا (Ajanta) هي قرية أثرية في مقاطعة أورانغاباد بولاية ماهاراشترا بالوسط الغربي للهند، على الطريق بين جالغاون وأوىانغاباد، وتبعد 10 كم عن مدينة أورنغ آباد في ولاية. وتشتهر بكهوف البوذيين التي الفريدة التي تجذب آلاف السياح سنويًا وكان يسكنها رهبان البوذية. وموقع القرية كان قرب طريق القوافل التجارية الكبرى بغربي شبه القارة الهندية.
وأهمها الكهف رقم 10 الذي ترجع تصاويره إلى إلقرن الأول ق.م. وتمثل بوذا في مختلف مراحل حياته، وتحمل هذه التصاوير طابعًا دنيويًا إلى جوار الطابع الدينى بما يحفل به من خلفيات معمارية ومناظر خلوية. وترجع تصاوير الكهفين رقمي 1 و17 إلى القرنين الخامس والسادس الميلادي، ويضمان نماذج رفيعة من التصوير الهندي الرصين تشتهر من بينها لوحة ((بودهيستافا الأعظم)) Budhistava بالكهف رقم 1.
تاريخ الكهوف
أقدم هذه الكهوف يرجع إلى سنة 2000 ق.م. أما القسم الأكبر من اللوحات فتعود إلى حقبة متأخرة ترجع إلى عهد أسرة جوبتا وقد اتبعت في تنفيذها طريقة فريسك. وقد ظهرت في هذا الموقع نهضة فنية استمرت نحو خمسة قرون ونيف بين القرنين الأول والسابع بعد الميلاد وبرزت هذه النهضة في 36 كهفًا ضخمًا محفورة في الصخور وتبدو مصطفة في أعلى وادي نهر الغانج في ما يشبه مدينة دينية.
والثابت أن فن التصوير البوذي في الهند كان مساويًا في عظمته لفن النحت، غير أن الزمن عصف بتصاوير عهد أسرة جوبتا Gupta* التي تلف معظمها بفعل الومد والرطوبة فلم يتبق منها إلا لوحات قليلة نشاهدها على جدران كهوف أجانتا يالهند. ولم يبق من الأعمال التي سبقت عصر جوبتا سوى بعض الآثار في الكهف التاسع.
وكانت هذه الكهوف تأوي الرهبان الجوالين خلال موسم الأمطار، كما كانت تستخدم صوامع للتعبد أحيانًا. وكانت جدران هذه الكهوف تغطى بطبقة من الجص تغلوها طبقة من الطفل الأبيض، ثم ترسم الشخوص بألوان مائية في خطوط رشيقة متأودة وبعيون ناعسة مستبلة الجفون.
وصف الكهوف
الكهوف عليها صور جدارية ملونة بالداخل. فلقد بطّنت الجدران بروث البهائم وبطنت بالجص. وبعد الجفاف تم تلوينها ورسمها برسوم دينية ودنيوية. وقد اشتهرت كهوف أجانتا بلوحاتها الجدارية الرائعة التي تبرز المعاني الإنسانية وفيها تجسد حياة بوذا.
وفي الكهف العاشر يوجد إفريز طويل يتميز بحيوية نادرة ويمثل مشاهد فيلة بين نباتات اللوتس ومحاربين وراقصات. وتمتاز الصور التي تمثل بوديستافا (نظراء بوذا) بالعظمة والتوازن، ففي صدر الكهف الأول صور رجلين من البوديستافيا يحيطان بالبناء النموذجي للمغارة البوذية داغوبا ويؤكدان في انحنائهما على التوازن ويلاحظ في لوحات أجانتا تجمع موقف وثابت ينبض بالحياة بأشخاص في لقاءات ومشاهد غرامية ومواقف مأساوية وهو تجمع خفي يرصد البطولة ومظاهرها و يوحي الانطباع الأول أن تجمع الأشخاص جاء عفويا إلا أنه سرعان ما تدرك العين نظاما فنيا في تكوين المشاهد وارتباطها ببعضها وخضوعها لإيقاع واضح يتحقق معه الانسجام والتوازن و يتم التمركز في اللوحات من خلال الشخصيات الثانوية التي تحيط بالتكوين وهي منحنية لتقود البصر نحو الشخصيات الرئيسة وتتعدد الطرز في كهوف أجانتا وتمثل اختلافا بين المدارس الفنية مع الزمن ولعل أهم هذه الطرز ما يشاهد في الكهفين الأول والثاني و بعض التفصيلات في الكهف السادس عشر مما يتميز بحسن معالجة الظل والأضواء و الثقل في قماش الملابس والوجوه ذات الفم الضيق الكثيف ويحتل فن أجانتا مكانة مهمة في تاريخ الفن الهندي وهو يعبر عن الصفاء والحب في بيئة رأت أن الفن نشاط مبارك.
وتدل منحوتات كهون أجانتا على مدى تطور فن النحت في عهد أسرة غويتا ما بين القرنين الرابع والسادس بعد الميلاد ويتضح ذلك من تماثيل بوذا من خلال ثوبه وعيناه شبه المغمضتين وحاجباه على شكل قوسين مخططين بوضوح وشفتاه المقوسين.