ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء السابع
تاهت الكلمات في حلقي ... سمر التي تحولت لسحر تمسح أثار دمعتين في مقلتيها ... عينا دلال تطاردنا بمليون سؤال ... والدها يختلي بصديقتها داخل بيتها ... لا يمكن تفسير الموقف ...
قطعت دلال صمتنا ... صوتها يهز كياني ... رعب يملأ قلبي ...
- دلال : بابا ؟؟؟ سحر ؟؟؟ في إيه ؟؟؟
- سحر : لا أبدا دي حكاية بسيطة ...ما تاخديش في بالك
- دلال : بسيطة ؟؟؟ أمال بتعيطي ليه ؟؟؟
- لا أبدا دا سوء تفاهم بسيط
سحبت دلال من يدها نحو الأسفل ... روحي تتبعهما رعبا ... تبعتهما للخارج ... صمم أصاب أذني ... مراهقات يقفزن على صوت موسيقى لم يعد يصلني صخبها ... توقف قلبي و أنا أشاهد حركات يدي دلال تستفسر ...
حركات عنيفة من الإثنين ... طال إنزوائهما بركن الحديقة ... توقف الزمن في عقلي ... أردت صفع نفسي ... هكذا أنا أفسد كل شيء ... كيف سأنظر في وجه إبنتي بعد ما حدث ...
توقف نبض قلبي وهما تتجهان نحوي ... كمن ينتظر حكم الإعدام ... صوت خطواتهما تصعدان الدرج يغلب ضجيج موسيقى الحفلة ... صمم الرعب يزداد في قلبي ...
جالسا على كرسي بلاستيكي في شرفة المنزل ... يدي اليسرى تمسك ركبتي اليمنى التي أبت أن تكف عن الإرتعاش ... دلال تمسك بيد سحر وتقفان أمامي ... صوت عتاب حنون يصلني من شفتي دلال
- كده بردو يا بابا ؟؟؟ (ألم تجمد الدم في عروقي يخز بطيني الأيسر) مش تراعي إن سحر صاحبتي الأنتيم (نواقيس الموت تدق في أذني لولا إبتسامة دلال لألقيت نفسي من الشرفة هروبا من الموقف) سمر أختها دي بنت طايشة بس سحر دي عسل (وقبّلت وجنة صديقتها) ممكن تسامحها عشان خاطري
حالة ذهول أصابتني ... لم أسمع بقية كلامهما ... سحر ألّفت قصة أن أختها إختلست مالا من ثيابي على الشاطئ وأنا كنت أظنها هي ... سعادة وذهول وصدمة من سرعة بديهة هذه الفتاة ... صمتي قابلته دلال بالجلوس على فخذي كبنت مدللة ...
سحر تقف أمامنا بإنكسار ... قدماها ملتصقتان أحدهما تتقدم الأخرى ... فتحة ممزقة بإتقان على ركبة بنطلون الجينز الأزرق على موضة هذه الأيام ... جلد أسمر غض يطل بخجل منها ... شعيرات تحاول النمو بين مسامه ...
تركتاني تائها في موج مشاعر متلاطمة ... إلتحقتا بحلبة الرقص ... كفراشات ترفرف في حديقة منزلي ... روح الشباب تحلّق بالجو ...
بقايا السكر والرعب والفرح والنجاة عطّلت تفكيري ... أنفث دخان سيجارة من على حافة الشرفة ... أراقب مشاريع النهود تتطلع للمستقبل بصلابة تحتي ... مؤخرات مرفوعة تتحدى الزمن بتمايلها ...
إنتصاب يحرق ما بين فخذي ... رحت أحك قضيبي بحافة حائط الشرفة ... موسيقى غريبة وكلمات قبيحة يرددها الجميع تحتي ... آغاني تهز كيان الشباب ... كلام بذيء ... هذا يسب الوضع وهذا يسب المجتمع ... الآخر يشبه حياتنا بالقمامة ...
الغريب في الأمر أن جل الحاضرات فتيات ... أكبرهن لا تتجاوز الثمانية عشرة ... كلام قبيح يتغنى به الجميع ليصف وضعا قبيحا ... لا رومانسية ... لا مشاعر لا حب ... لا أمل في هذا الجيل ...
سرقتني الذاكرة لعشرين سنة مضت ... في سنهم كنا نسمع جورج وسوف يلهب المشاعر ببحته الشهيرة ... دخلنا مدن الأحزان مع كاظم ... تهنا مع إيهاب توفيق ومصطفى قمر وغيرهم ....
الكل كان يتغنى بالحب ويزرع فينا بذرة العشق وحب الحياة .... وقتها كنت في مثل سنهم الآن وكان من هم في مثل سني يتهكمون على ذوقنا ... كيف لا وهم من تربت آذانهم على أغاني أم كلثوم وعبد الحليم والسيدة علية ونعمة ....
أغاني الصمود والعزة والحب الطاهر ... حتى جروح الحب كانت تصور بكلمات جميلة ... المقارنة لا تجوز ... بل هي ظلم لهذا الجيل ...
أعتقد ان هذا الجيل على حق ... من تربى منتصبا القامة يمشي قصفته كل هزائم العروبة ... ومن طلبت الناي لتغني غرقت في وحل الخيانة حتى أم رأسها ...
مالفائدة أن تغني لي عن جمال الحياة وتعدني بجنة الأرض وفي الحقيقة أجد نفسي أعيش حياة قبيحة لا تصفها إلا ألفاظ قبيحة ... أذني تسمع أغنية تحت الياسمينة في الليل وحياتي كيف الزبلة في البوبالة ....
أفقت من غيبوبة المقارنة ... من أنا لأحكم على تصرفات الغير ... أنا أصلا فاشل في كل شيء ... لولا الحظ والصدفة ....
وقفت أشارك إبنتي برتوكولات الوداع ... نحت على وجهي إبتسامة ثابتة في عين الجميع ... كفوف طرية تصافح يدي ... عيناي ثابتتان تراقبان سحر تقترب مني ... يدها تصافحني بثبات ... أنا من أصابته رعشة الخجل ... رعشة تحولت لإهتزاز وهي تدني وجنتها من خدي تقبلني وتتمنى لي ليلة سعيدة ...
همزة من مرفق دلال تعيد نظري الذي تبع مؤخرتها وهي تبتعد عني ... إنسحبت بعدها للبيت ... تصرفاتي لا يمكن تفسيرها ... أصوات ضحكات البنات ممتنة لجمال هذه السهرة تتبعني ... الكل أمضى وقت سعيدا إلا أنا ...
حتى سحر تجاوزت ما حدث بسرعة ... وعادت للهوها وسط ذراعي رفيقها ... أنا فقط أتخبط ... مراهق الأربعين .... لا لست مراهقا حتى ... لم يجد عليا عقلي بحل لمأزقي وقت ضبطتني دلال ... بينما تلك الصبية ألّفت قصة إنطلت على صديقتها بلمح البصر.
صوت الضجيج ينخفض ... الكل غادر ... صوت محرّك الشاحنة التي تحمل مضخمات الصوت والمعدات يبتعد شيئا فشيئا ... السكون يعود للمكان تدريجيا ... خطوات دلال تقفز على السلّم ...
إلتحقت بي في الصالون ... إرتمت في حضني تشكرني على هديتها وعلى هذه الحفلة ... خوفي من فتح موضوع سمر دفعني للهروب ... متعللا بصداع شديد ... لجأت لغرفتي ...
سكري وتعبي سحباني لشبه غيبوبة ... لون وردي يغطي أطراف شاشة عيني ... حديقة منزلي تعج بالفتياة ... دلال تخلع عنهن ثيابهن ... نهود صغيرة تتطلع للسماء بحلماتها الصلبة ... شعر ناعم كثيف بين أفخاذهن ... سحر تقص الشعر بعناية لتكشف فروجهن الصغيرة ... سمر تجمع الشعر وتحيك به منديلا ...
دلال تضع المنديل على أنفي تطلب مني تشمم رائحة الصبا ... حلم وردي جميل ... لكن وقعه على قلبي كأعتى كوابيس عذابي ... دوائر داكنة على البوكسر الرمادي ... هربت نحو الحمام ...
ماء بارد يحرق جلدي ... هربت من المنزل كطفل صغير يخاف عقابا ... ذهبت عني ثمالة الأمس ... جالسا بالمقهى أطرد ألف سؤال يثقل صدري ... ترى هل صدّقت دلال كذبة صديقتها ... هل سحر تعلم حقيقة ما جرى بيني وبين أختها ؟؟؟
السؤال المرعب حقا ... هل ستخبر سمر أختها بما حدث بيننا ؟؟؟ وطبعا سحر ستعلم دلال بالحقيقة ؟؟؟ كيف ستراني إبنتي بعد ذلك ؟؟؟
يبدو أنه حكم عليا بأن أعيش بصورة سيئة في عيون الجميع ؟؟؟ مراهق مارق و شاب مسجون ؟؟؟ وكهل متصابي ؟؟؟ حتى عندما منحتني الدنيا فرصة رسم صورة لأب متفاني ... عادت ذكرى تلك الفتاة لتشوه صورتي أمام إبنتي ...
كدت أصفع نفسي أمام الناس لولا قدوم قيس ... وضع أمامي ظرفا فيه مبلغ من المال وورقة فيها الحسابات بالتفصيل ... لم أبالي بكلامه و حساباته ... عقلي كان مشتتا ... أبحث عن حلّ ... المصيبة الكبرى لو أخبرت سحر دلال بما حدث بيني وبين أختها ...
فتاة طائشة كسمر لن تخجل بأن تحدث أختها عما حدث بيننا ... فكّرت أن أتصل بسحر وأشتري صمتها ... لكني طردت تلك الفكرة من رأسي ... إبتزازها لي لن ينتهي ...
تركت قيس يعد لرحلة صيد طويلة ... عدت للبيت مثقل الخطى ... قرار صعب ... يجب عليا التخلّص من عبئ ما قد يحدث ... الصراحة هي الحل ... هي إبنتي لا سلطة لها على تصرفاتي ...
ربما صراحة معدّلة تمنع عني الإحراج وتمنع عنها الصدمة ... علاقتي بها ليست كلاسيكية ... أنا أب متفهم ؟؟؟ وعليها أن تكون بنت متفهمة ...
دخلت البيت بخطى مثقلة ... صوت مبحوح أنادي به دلال ... من شرفة البيت ... من داخل غرفتها تجيبني أن أدخل ... طرقت الباب بوجل ...
دلال تجلس على التسريحة ... إنعكاس صورتها في المرآة يدل كونها لم تتخلص من آثار ماكياج حفلة الأمس ... لباس أزرق قطني ... نصف ظهرها يطل منه بفخر ... شعيرات سوداء تنمو على مستوى عمودها الفقري ... أعادني منظرها لذكرى منديل الحلم العجيب ...
الكلمات تحشر في حلقي ... كأن كل لفظ يدفع الآخر للخروج ولا يخرج شيء ... طال صمتي وعيل صبر دلال ... نطقت هي أخيرا ...
- خير يا بابا ... كنت عاوزني في حاجة ؟؟
- لا أبدا بس كنت عاوز أتكلّم معاكي شوية ؟؟؟
- خير ؟؟؟ قلقتني ؟؟
- لا أبدا بس كنت عاوز أتكلّم معاكي شوية ؟؟؟ حاسس إني مخنوق ؟؟؟ و مش لاقي غيرك أفضفض معاه ...
قامت دلال من مجلسها ... تحيط رقبتي بذراعين حنونين ... تهت في صفاء عينيها ... أردت البكاء ... طلبت مني الإنتظار بالصالون ... حتى تعد لنا فنجاني قهوة ونفضفض على راحتنا ...
جالسا على كنبة الصالون ... رائحة قهوة دلال تأسر حواسي ... فتحة صدرها الناشئ تسحبني وهي تضع الطبق على المنضدة ... وضعت فنجانا أمامي ... وأخذت فنجانها وجلست تقابلني ...
سحبت سيجارة من علبتي وأشعلتها دون حرج ... طلبت مني وهي تنفذ دخانها أن أتحدّث ... عيناي تراقبان اناملها تداعب سيجارتها ... شجعتني حركتها على الكلام ...
- إنتي تعرفي سحر من زمان ؟؟؟
- لا أبدا معرفة دراسة وكمان زمايل في نفس مشروع التخرّج .. ليه ؟؟
- يعني تعرفي أختها ؟؟؟ سمر ؟؟
- معرفة شخصية لا ... بس صحر دايما بتكلمني عنها وعن عمايلها ؟؟؟
- عمايلها ؟؟؟ زي إيه مثلا ؟؟
- يعني بنت طايشة ... ما بتحسبش تصرفاتها ... بتدخن وبتشرب .. حاجات كثير ؟؟ إنت مهتم بيها كثير كده ليه ؟؟؟
- لا أبدا أصل حصل فصل بايخ ما بنا كده ... وخايف لا تكذب على أختها وإنت تفهمي الموضوع غلط و تتشوه صورتي قدّامك
- ههه إنت بابا حبيبي ... وما حدّش يقدر يشوه صرتك قدّامي ... إنت أحسن أب في الدنيا ... كفاية رجوعك ليا ... وإلي بتعملو على شاني ... الباقي دي حياتك وما فيش حد يقدر يحاسبك على تصرفاتك ...
- (أحسست بالراحة لكلامها ... لكني قررت المواصلة) بس لازم تعرفي ... (هزّة من رأسها تطلب مني أن أتابع) ... الحكاية حصلت بعد أيام من رجوعي ...
رحت أروي لدلال كل ما حصل بيننا بالتفصيل ... دون إحراج طبعا ... كانت تتابع حديثي مبتسمة ... أقنعتها أن سمر كان تتخيّل أني أتابعها و أراودها وصورت نفسي بصورة الناضج المتزن ...
هكذا تخيّلت ... حتى لو روت سحر حقيقة أختها لإبنتي فالقصة التي رويتها قريبة للواقع ودلال ستصدقني طبعا ...
عبئ ثقيل تخلّصت منه ... دلال تعدّ حقيبتها للعودة لبيتنا بالمدينة ... قالت أنها ستدرس ثلاثة أيام ثم ستعود لتستقر هنا ... عطلة دراسية ستستغلها في إكتشاف مشغلها الجديد و تنمية مواهبها ...
نوم عميق بمجرّد مغادرتها ... أغلقت هاتفي ... إنزوت عن العالم ... كنت أبحث عن الراحة ... لا شيء يشغل بالي ... قررت التفرّغ لدلال ... سأعوضها كل ما فاتها ... من أمضى شبابه محروما من الجنس عقابا بين القضبان لن يعجز أن يتخلى طوعا عن هذه الحاجة في سن الأربعين ...
في اليوم الثالث ... سحبت مبلغا ماليا ضخما ... أسابق الريح على درّاجتي نحو المدينة ... مررت بالسوق أكياس ثقيلة بمستلزمات البيت ... فستان وهاتف جديد هدية لدليلة بنت أخي ...
عناق حار من دليلة التي إنسحبت مسرعة تكتشف هديتها ... تجاهلت نظرات الإمتنان والإعجاب في عيني شيراز التي تئن ذراعها تحت ثقل الأكياس ... أمي تحضنني بيدين مرتعشتين فرحة بقدومي ...
كنت أطرد أية فكرة قد تداعب رأسي ... دلال تقف عند باب الصالون تنتظر نهاية حواري مع جدتها للعودة للمنزل .... سعادة دليلة بفستانها الجديد دفعها نحوي ... أمواج من العناق والقبل ... جلست فوق فخذي ... فستانها المزركش القصير إنحسر نحو الخلف ...
يدي اليمنى تحيط خصرها بينما تتعلق برقبتي ... دون شعور كنت أضع يدي اليمنى فوق لحم فخذها الطري ... لم أدرك أن دلال تراقب حركاتي بدقة إلا عندما سحبت بنت عمها من يده قبل أن تطلب مني المغادرة ... لم أستطع تفسير نظرة عينيها ...
طوال الطريق كانت تلتصق بظهري ويداها تقبض على بطني بعنف ...سرعة الدراجة هي السبب ... هكذا فسّرت الأمر ...
هربت من نظراتها لغرفتي أغيّر ملابسي ... حركة بريئة من بنت بريئة تجاه عمها ... كيف فسّرتها البريئة الأخرى ... ربما هو إحساس خاطئ مني ... ربما تلك نتيجة حكاية ما حدث مع سمر ...
لبست بيجامة مريحة ... رائحة قهوة دلال تسحبني نحو الصالون ... دلال بملابس نومها تشبه الأطفال ... بنطلون قماش أخضر مزركش بصور كرتون ... حذاء صوفي على شكل أرنب تطل أذناه من الأمام ... قميص أخضر فاتح خفيف يلتصق بصدرها الناشئ ...
كانت تجلس على الكنبة الكبيرة في الصالون ... جلست بجانبها على الكنبة الأخرى ... أخذت فنجان قهوة ... وإتأكت أداعب سيجارة قبل إشعالها ... كنت أحشر عيني في صورة رسمها البن على سطح الفنجان ...
دون مقدمات ... دلال تفاجئني بسؤال لم أفهم معناه ... لهجة العتاب تقطر من شفتيها الحمراوتين ...
- أنا زعلانة منّك ؟؟
- خير ؟؟؟ (إرتجاف الكلمات في حلقي عكس توتري) حصل إيه ؟؟
- عشان إنت نسيت إتفاقنا ؟؟؟
- إتفاق إيه ؟؟؟
- شفت ؟؟ أديك نسيت ؟؟؟
- يعني ممكن السن تأثر عالذاكرة ؟؟؟
- سن إيه داه إنت عم الشباب ؟؟
- هههه بلاش بكش ؟؟ قوليلي إتفاق إيه ؟؟؟
- بيت جدي ؟؟؟ شايفة إنك قررت تنسى إلي حصل ؟؟؟ هدايا و لعب و أكياس ؟؟؟
- و بعدين ؟؟؟؟
- إنت قررت تسيبهم في حالهم ؟؟؟
- مين قال كده ؟؟؟
- إنت ؟؟؟ تصرفاتك بتقول كده ؟؟؟
- هههه إنت شايفة كده ؟؟؟
- تصرفاتك ما بتتفسرش غير بكده ؟؟
- لا تفسيرك غلط ؟؟؟
- فهمني ؟؟؟
- طيب تخيلي لو أعلنت الحرب معاهم نهائيا ؟؟؟ مين حياخد بالو منك وإنت بتدرسي ؟؟؟ ماهو كده هما دماغهم في الطين ؟؟؟ خايفين من ردة فعلي لو حد داسلك على طرف ؟؟ كل طلباتك مجابة عندهم ؟؟؟ صح ؟؟؟
- أه صح ؟؟؟
- وكمان لو الموضوع إنتهى وكل واحد مننا خاد نصيبو ؟؟؟ شوية شوية حيتعودو على وضعهم الجديد وحيواصلو حياتهم عادي ؟؟؟ تمام ؟؟؟
- تمام يا أبو التكاتيك
- فبالوضع داه أنا مخليهم في رعب دائم ... زيارتي ليهم تخليهم في رعب ؟؟؟ صح ؟؟
- أيوة صح ( ولوت شفتيها بإمتعاض) من رعبهم بيستخبو على حجرك ؟؟؟
- ههههههه يخرب بيتك إنت بتغيري من بنت عمّك ؟؟؟ كل داه عشان فستان و تلفون ؟؟؟
- (صمتت قليلا كأنها تراجع كلماتها قبل نطقها) لا عشان البوس والأحضان وكده ؟؟
- (ضحكت من كلامها حتى إختلط ضحكي بالسعال) يخرب بيتك ؟؟؟ حتموتيني ؟؟
- يعني إنت مش بتحب دليلة ؟؟؟
- طبعا دي بنت أخويا ؟؟؟
- بس إنت بتكره أخوك ؟؟؟ المفروض تكره بنته ؟؟؟
- هههه لا البنت مالهاش علاقة ... وكمان أبوها بخيل وبكده بحسسها إني أحسن من أبوها ؟؟؟ وممكن أكسبها في صفي ؟؟؟
- إزاي بقى يا أبو المفهومية ؟؟؟
- طيب مش ممكن دلوقتي يكونو بيتفقو على حاجة و إحنا مش موجودين ؟؟؟
- تمام ؟؟؟
- ماهي ممكن تنقلنا أخبارهم ؟؟؟ وإنت كمان قلتي إنها بتعاملك بحنية عكس الباقيين ؟؟
- تمام ... دماغك دي تتوزن بالذهب ... بس من غير بوس وتحسيس ...
- يا سلام ... شوف البنت المفعوصة بتقول إيه ...
قامت من مكانها وجلست على ركبتي ... سحبت يدي تحيط بها خصرها و عانقتني من رقبتي ... قالت " إن كنت عاوز تبوس بوسني أنا ... أنا أولى " ... وراحة تغمر وجهي بقبلات حارة ...
كنت أفسّر ذلك على أنها حركات غيرة بريئة من بنت على والدها ... حتى سحبت يدي ووضعتها على ركبتها ... كانت تقلّد جلسة دليلة بالتفصيل ... تعطّل تفكيري ...
نبض قلبي يضطرب ... أمعائي تتقلّص ... جاهدت لطرد كل فكرة يمكنها أن تخامرني ... دلال دخلت توضب غرفتها ... بينما هربت لغرفتي للنوم ...
في الغد صباحا تركتها نائمة ... ولجأت لمقهى الميناء ... قيس كعادته يتفانى في طاعته وولائه لي ... حساباته مضبوطة ... أعمال مركب الصيد تسير على ما يرام ... حاولت التركيز في حديثه ...
قال أنه ينتظر تحسّن أحوال الطقس في الغد للقيام برحلة طويلة ... دلال تتصل بي على الهاتف تستفسر غيابي ... تعجبت من تصرّفها ... هي تفعلها لأوّل مرة ...
قالت أنها ستحضّر طعام الغداء ... وعدتها بالعودة عند نهاية أشغالي ... جولة بسيطة أتظاهر فيها بتفقّد المركب والبحارة ثم إنطلقت للبيت ...
رائحة الطعام تدغدغ جوعي ... يدان طريتان تغلقان عيني من الخلف ... تقودني نحو طاولة منمقة تفننت دلال في تحضيرها ... واو دهشة كبيرة خرجت من صدري ...
دلال تقف أمامي ... شورت قماش رمادي يصل حتى منبت فخذيها محاط بحزام جلدي أسود... جوارب شفافة تنتهي بحذاء طويل يلامس ركبتيها السمراوتين ... قميص أبيض ضيق يحيط بطنها المسطحة ... تنتهي أزراره عند بداية صدرها ...
حواف سوتيان أحمر تطل من تحت القماش الأبيض ... جانبا ثدييها يطلان بشموخ ... قلادة ذهبية تتوسطها خرزة حمراء تدلى بين نهديها... شعرها الأسود تلامس أطرافه بياض ياقة القميص ... إلتقاء الليل والنهار ...
شفتان زاد أحمر الشفاه في حمرتهما ... أهداب تكحلت بسواد طبيعي ... إنعكس على إكسسوارات في معاصم يديها التي تضعهما حول وسطها وهي تقول
- إيه رأيك ؟؟؟
- (لم أفهم قصدها ولم أفهم ما أقصده) حلو قوي ؟؟؟ (هممت بالجلوس على الطاولة)
- إنت حتقعد كده ؟؟؟ مش عيب الحلاوة دي كلّها و ريحتك سمك ؟؟؟
- آسف ؟؟؟ أصلي مش متعوّد على الدلع ؟؟؟ حأغيّر حالا ؟؟
- خذلك دش و أنا حأختارلك تلبس إيه ؟؟
كنت أدخل الحمام حين سمعت صوت هاتفي يعلمني بوصول رسالة ... لم أهتمّ لأمرها ... الماء ينسكب على جلدي ... وفكري تائه ... وضعت كل تصرفات دلال في خانة الحركات الطبيعية ... خرجت ألملم جسدي في روب الحمام ...
دخلت غرفتي ... بنطال ضيق من القماش الرمادي وقميص أبيض وضعا فوق السرير بعناية ... بوكسر أسود لم ألبسه قبل وفانلة بيضاء ... إختيار يتناسق مع ما تلبسه دلال ...
غيّرت ملابسي ... سرّحت شعري ... تعطّرت ... وقفت أمام المرآة طويلا ... سرحت في شكلي ... عضلات ذراعي تبرز تحت قماش القميص ...شعيرات سوداء تطل من مفرق ضلوعي ...
شعرتان بيض تلمعان تحت تأثير زيت الشعر ... لم تأثر فيا الأربعة عقود التي لم أعشها ... طرق خفيف على الباب تبعه صافرة إعجاب من شفتي دلال التي تطل برأسها ... بريق عينيها يحرجني ...
جلسنا على الطاولة ... محاولا الهرب من نظرة عينيها التي تلاحقني ...حوار طويل رحت أمدح ذوقها في الطبخ ... مبرزا صدمتي لموهبتها وسروري من ذلك ... عند الإنتهاء من الأكل قطعت كلماتي بسؤال عجيب ...
- يعني ذوقي في الأكل بس هو إلي عجبك ؟؟ (قبل أن استفسر عن قصدها وقفت تلف أمامي ) وذوقي في اللبس ؟؟
- إنت أي حاجة تلبسيها تليق عليكي ؟؟؟
- (لوت شفتيها كأن إجابتي لم تعجبها ) يعني أنا مقطعة نفسي وإنت تقلي كده ؟؟
- ماهي هي دي الحقيقة ؟؟؟
هربت منها للصالون ... لم أقدر أن أفسّر إحساسي ... صدرها يسحبني إليه عنوة وهي تنحني تضع كأس من الشاي أمامي ... إن كان صدرها رحمني ... فمنظر فخذيها يصفعني وهي تضع رجلا على رجل أمامي تحتسي رشفة شاي تطارد ما تبقى منها على شفتيها بلسانها ...
حرارة غريبة تحرق صدري ... حاولت التركيز على أي شيئ ... رحت أراقب هاتفي أبحث عن الرسالة التي وصلتني ... لم أجد شيئا ... لقد سمعت صوت تلقي رسالة وأنا داخل للحمام ... هل كنت أتخيّل ؟؟؟ ... قطعت دلال إستغرابي
- طيّب أنا عاوزة أسألك سؤال محرج ؟؟؟
- ما إحنا إتفقنى مافيش إحراج ؟؟ إسألي ؟؟
- يعني كنت عاوزة أعرف ؟؟ إنت مش بتفكّر إنك تتجوّز ؟؟؟
- هههه ليه لقيتيلي عروسة ؟؟؟؟
- لا بس لو عاوز ؟؟ أشوفلك ؟؟؟
- يا سلام ؟؟ ومين دي بقى إلي حترضى بعجوز زي ؟؟؟
- عجوز ؟؟؟ فشر داه إنت عم الشباب كلّهم ؟؟
- يا بنتي بطّلي بكش
- لا أبدا دي الحقيقة ؟؟؟ طيب تصدّق إني زمايلي كانو مفكرينك صاحبي مش أبويا ؟؟
- هههه وأنا في السن داه ؟؟؟
- سن إيه ... أولا إنت لسة شباب ثانيا داه في بنات معانا في المعهد مصاحبين عواجيز ؟؟؟ ومتزوجين كمان ؟؟؟
- ( لا أعلم لماذا أردتها أن تواصل ) لا قولي كلام غير داه ؟؟
- زي ما بقلّك كده ؟؟؟
- و دي تيجي إزاي ؟؟؟
- هي كده ؟؟؟ في بنات بتحب الرجالة الكبار ؟؟؟ زي ما في رجالة بيحبو البنات الصغيرين ؟؟؟
- (نبرتها آلمتني أحسست أنها تذكرني بسمر) يعني الرجالة بيحبو البنات الصغيرين مفهومة ... بس البنات بيعملو كده ليه ؟؟؟
- فسرلي إنت الرجالة بيعملو كده ليه وأنا أفسّرك البنات ؟؟؟
- طيب ... أما نشوف آخرتها معاكي ؟؟؟ يعني بالنسبة للراجل ... ممكن يكون في شبابو ما سمحتلوش الظروف إنه يكون حب بنت من سنه ... و بعدين سرقتو السنين ... فلما يكبر وتتوفرلو الظروف المناسبة بيحاول يسد النقص إلي عندو ؟؟ عشان كده بيدور على بنت في سن هو ما عاشهاش ؟؟ فاهمة
- أكيد ... بالنسبة للبنت في أسباب أكثر
- مثلا ؟؟
- يعني مثلا الشباب بتاع اليومين دول خطر ... ممكن يفضحها يضرها ... وكمان ممكن تكون البنت بتدور على النضوج .. ممكن تكون تحاول تجمع بين الحب والآمان ... وما تنساش الفلوس ؟؟ في بنات كثير بتعمل كده عشان الفلوس ؟؟
- (حقيقة لم أجد رد مناسبا ... كنت أتخيّل سمر مع كل كلمة تقولها دلال ) يعني إنت شايفة إني العلاقة دي تنفع ؟؟؟ ممكن تنجح ؟؟
- النجاح داه مرتبط بيهم هما ؟؟؟ تفكير البنت ؟؟ تفكير الراجل ؟؟ صحته ؟؟ حاجات كثير ؟؟
- (أردت الهروب من هذا الحوار ... ستسحبني للإعتراف بما لا أعرفه ) طيب وإنت عاوزة تزوجيني ليه ؟؟ زهقتي مني ؟؟
- لا لا أبدا بس كنت عاوزة أعرف ؟؟ إنت مش ناقصك حاجة ؟؟ صحة وشباب ومال وجمال ؟؟ لو عاوز تتزوج قلي عشان أعمل حسابي ؟؟
- تعملي حسابك في إيه ؟؟
- في مستقبلي ؟؟
- مش فاهم ؟؟
- يعني لو حبيت تتزوج ؟؟ قلي من دلوقتي ؟؟ عشان لو إتزوجت أكيد مراتك حتخطفك مني ؟؟ وأنا لازم أكون مستعدة لده ؟؟
- حتحاربيها ؟؟
- لو ما كنتش سعيد معاها أحاربها ... لو كنت سعيد ... حأنسحب ؟؟
- تنسحبي فين ؟؟؟
- يعني أفكر في مستقبلي بعيد عنّك
- بعيد عني ؟؟؟ إنت كل حاجة في حياتي ؟؟؟ وعشان تطمني أنا ما بفكرش في الزواج حاليا ؟؟
- ولا إنك تصاحب ؟؟؟ (نظرتها خنقتني )
- إنت بتقولي إيه ؟؟؟
- إنت لسة شباب وداه حقّك ؟؟
- يا بنتي سيبك من داه كلو ؟؟؟ أنا عايش عشانك إنت وبس ؟؟ كل همي اشوفك سعيدة و أفرح بيكي ؟؟
- إن كان على كده ؟؟ أنا مش حأخليك تفكّر لا تتزوج ولا تصاحب ؟؟؟
- (حاولت الرد لكني إختنقت ) ... أص...
- (وضعت يدها على فمي) طيب فين مكافئتي على الغدوة الملوكي دي ؟؟؟
- (أحسست بالراحة لتغيير الموضوع ) إنت تأمري ؟؟؟ عاوزة إيه ؟؟
- عاوزة أتفسّح معاك ؟؟
يداها تحيط ببطني وهي تركب خلفي ... مفترق طرقات ... إشارة المدينة عن يسارنا ... رأيت يدها تشير لليمين ... العاصمة ؟؟؟ ... أو الساحل ؟؟؟
كانت تصرخ سعادة ونحن نتجاوز بدراجتنا الفخمة كل السيّارات ... السرعة تعبير عن الإنطلاق ... الجنون ... ساعة ونصف كانت كفيلة لتوصلنا لمدينة سياحية ...
أوقفنا الدرّاجة في مؤوى ... أمطط ركبي من أثر ثنيها أثناء الطريق ... دلال تعانق خصري بعنف ... رأسها ينحشر في كتفي ... أحطت رقبتها بيدي ...
الشمس تشير للعصر ... تناولنا المثلجات ... لعبنا ركضنا ... كنت أشعر أني مراهق يطارد حبيبته وهي تجري أمامي ... لا أحد يهتم ...
تناسق ملابسنا ... تلاصقنا ... مداعبتنا ... ضحكنا ... هزلنا ... كل شيء يشير إلى أننا حبيبان ...
ردّت دلال على موقف طريف لبائع ورود ... وهو يدعو لنا بدوام الحب والعشرة ظنا منه أنها حبيبتي وأنا اهديها وردة من بضاعته
" مش قلتلك إنت عم الشباب "
لهونا سرقنا ... منظر البنات الأجنبيات في ملابسهن العارية تحرق جلودهن شمسنا الأبية ... دفع دلال لتصنّع الغيرة ... كانت تضع يدها تمنعني من تتبع كل من ترى أنها تنافس جمالها ...
رحت أتصنع الإعجاب بالفتيات الشقراوات لإغاظتها ... كنت أشعر أن الوضع غير طبيعي ... لكني سعيد ... ومالذي عشته طبيعيا في حياتي ؟؟؟
حوالي الساعة الثامنة ليلا دخلنا مطعما فخما ... ترحاب كبير ... فخامة المكان أدخلت إرتباكا على دلال ... إنزوينا في طاولة لشخصين حسب إشارة النادلة ...
من برتوكولات هذا المطعم هو شرب الخمر مع أي وجبة ... لم أشأ أن تشعر دلال بالإحراج أو أن أفسد فرحتها ... غمزتها أنه بإمكانها الشرب ...
إرتعشت يداها وهي تمسك الكأس المنتصفة ... ضربت كأسي بكأسها نخب أب ليس ككل الآباء ... رنين الزجاج أعادني لذكرى سكر والدتها معي يوما ما ...
سخرت من القدر ... هذه التحفة البشرية نتيجة جلسة خمرية بين شاب عاق وفتاة جامحة ... نظرت في عينيها ... ضحكت من منظر وجهها وهي تبتلع مرارة الخمر ...
قطع ضحكي قدوم النادلة بالأطباق المنمقة من الجمبري والسمك ... موسيقى هادئة تنبعث في المكان ... تائها بين الذكريات والحاضر ...
دلال تلمس يدي ثم تشير بوجهها ناحية طاولة أخرى ... أحدهم يراقبنا ؟؟؟ ... رفعت رأسي ... وددت لو أمتلك تقنية تخفيني ... حاولت التصنّع بأني لست موجودا لكن قضي الأمر ...
حنان ترفع كأسها نحوي مبتسمة ... قابلتها بإبتسامة الميت عند غسله... قبل أن أفكّر كيف أتصرّف ... خطوات الموت تتقدّم نحوي ... دلال تراقب رعبي بدهشة ...
دون مقدمات هجمت حنان علينا ... ملابسها العارية تدلّ أنها في عشاء عمل من أعمالها ... وحظي التعيس قادني لمكان وجودها ...
قبلتان وضعتهما على خذي كجمرتي نار ... نظرة ثاقبة لدلال ... تفحصتها بعين عاهرة خبيرة ... قبل أن تفتح صنبور مجونها علينا
- وأنا بقول هو ناسينا ليه ؟؟؟ طبعا إلي يلاقي مزة زي دي حيفتكر مين والا مين ؟؟
كنت كمن وقع بين المطرقة والسندان ... إن عرّفت دلال على أنها إبنتي ... فتلك مصيبة ... فدلال إحتست نصف قارورة من الخمر وملأت مطفأة سجائر ... و إن صمت تواصل قصف حنان لي أمام إبنتي ..
خلت أن دلال ستنقذ الموقف ... وقفت تمد يدها لحنان مرحبة ...
- دلال صاحبتو (أضلمت الدنيا في عيني)
- دلال ودليل ... الواضح إنو الإنسجام ما بينكم موثق في دفاتر الولادة ... أنا كنت عارفة إنه سبب إختفاؤه وراه حاجة بس ما كنتش متوقعة إنها حلوة للدرجة دي
- لا أبدا داه بس من ذوقك يا ... ؟؟
- (ضربتني حنان على كتفي) كده بردو ؟؟ دي الأصول مش كنت إنت تعرفنا ببعض ؟؟ أنا حنان صاحبة دليل من أيام المدرسة ؟؟ تقدري تقولي مخزن أسراره لو عاوزة تعرفي حاجة تحت أمرك ( وغمزتها وضحكت)
تقدمت منا النادلة تسأل إن كنا نريد إضافة كرسي للطاولة ... جف ريقي منتظرا جواب حنان التي إعتذرت ... قبل مغادرتها وضعت آخر جرعات عهرها على طاولتنا ...
- أنا أعرف إنك بتحب البنات الصغيرين ... بس معاك حق ... دي فرس ... (ثم توجهت بالكلام لدلال وهي تشير لطاولة الطعام) أيوة كده قشطيه خليه عالحديدة ... بس خدي بالك منو داه عنتيل في النيك ...
أخذت جنبيري مشوي من على طاولتنا وإنصرفت ... كنت أريد أن أغرس إحدى السكاكين في ظهرها وهي تبتعد عن طاولتنا لتعود لمجلسها ... إحمرار وجهي خجلا وحنقا ينير المكان ... كلمة بذيئة تلقيها على مسمع إبنتي وتنصرف .... عينا دلال التي سينفجر وجهها من الضحك تراقبان تصرّفاتي ...
بلعت كأس الخمر الأبيض دفعة واحدة عله يغطي مرارة شعوري ... دلال لا تزال تركز نظرها عليا ... خجلي دفعني للبحث عن شيء على الطاولة ...
صوت الموسيقى الهادئة لم يعد يصلني ... طنين متواصل في أذني ... قطعت دلال صمتي بطلبها التوجه للحمام ... كنت أراقب خطواتها المترنحة من أثر السكر ... حين جذبتني إنارة هاتفي ...
رسالة من رقم ألفة الثاني " ما جتش ليه ؟؟؟ الواضح إنك مش عاوز . أك على راحتك "
أين سآتي ... وماهو الذي لا أريده ؟؟ ... إعتقدت أنها أخطأت أو تناور ... تذكّرت رسالة النهار التي لم أجدها ... ضاقت الدنيا أكثر على صدري .... الأمر واضح ... دلال قرأت الرسالة ...
ألفة طلبت مني زيارتها ليلا لأن زوجها في رحلة الصيد بالمركب ... أي صورة تراني بها إبنتي الآن ... علاقة مع سيدة متزوجة ... صديقتي الأنتيم هي معلمة في ميدان العهر ... إضافة لتحرشي بصديقتها وعلاقتي بأختها ....
كنت أطعن صورة الأب الطائش التي رسمت أمامي في الهواء ... لمذا مسحت دلال الرسالة ؟؟؟؟ ألف سؤال قطعها تقدم حنان مني تلحقها دلال قادمتين من الحمام .... لم ألاحظ أن حنان لحقت إبنتي ...
حنان تنحني نحوي ... تهمس في أذني ...
" أنا وضبتلك الدنيا مع البنت ... الباقي عليك "
ثم تركتنا و عادت لمجلسها ...
الطنين تحوّل لصواعق تهز سمعي ... عينا دلال تبتسم نصرا بما حققته من معلومات عن والدها بعد هذه الصدف الغريبة ...
مرارة فقدان فرصتي مع ألفة زوجة قيس تختلط بمرارة الصورة التي رسمتها الأحداث ظلما في خيال إبنتي ... إضافة لمرارة كؤوس الخمر التي رحت أصبها تباعا في جوفي ...
إنتصف اليل ... كنت أنوي إصطحاب دلال لملهى ليلي لكن الأحداث غيّرت خطتي ... كنت أريد الهرب فقط ... محاولا التماسك من أثر السكر ... تركيزي على الوصول للبيت سالما و إبنتي ...
طريق العودة كان مختلفا عن الذهاب ... دلال تحيط بطني بذراعيها وتلقي برأسها فوق كتفي من الخلف ... حرارة أنفاسها التي تفوح منها الخمر تحرق رقبتي ...
حرقة التبوّل دفعتني للتوقف في محطة بنزين ... عدت من الحمام لأجد دلال قد أخذت مكاني تريد قيادة الدراجة في ما تبقى من كيلومترات قليلة للبيت ... لم أجد بدا من قبول طلبها ...
ممسكا إياها من وسطها ... مسندا ظهرها لبطني ... مؤخرتها تحتك بقضيبي ... اللحم لا يمكنه معرفة من يحتك به ... الفضيحة التي سببها الأكل والخمر والكبت ... إنتصاب قضيبي الذي إنغرس بين فلقتي مؤخرتها دون حرج ....
سرعة الدراجة الخفيفة زادت في عذابي الممتع ... بعض المطبات كانت سببا في مزيد فضحي ... حركة خاطئة من سائقة مبتدئة تسببت في عطل على مستوى سلسلة حركة محرّك الدراجة ...
إصلاحها لم يكن صعبا لكن يدي تلطخت بالشحم والزيوت ... مسافة قصيرة ووصلنا البيت ... الباب الخارجي مغلق ... المفاتيح في جيبي ... يدايا ملطختان ...
آثار الشحم لا يمكن إزالتها ... سيفسد بنطالي الفخم الجديد ... دلال تتقدم مني ... أصابع ثابتة تنحشر في جيبي ... أناملها تحيط بقضيبي النصف منتصب تبعده من طريقها بحثا عن المفاتيح ...
رعشة تهز كياني لملمسها .... ربما أثر الخمر في رأسها دفعها للكلام
" كان معاها حق صاحبتك ... "
ما بعد الغربة ... (الدليل)
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء الأول
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء الثاني
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء الثالث
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء الرابع
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء الخامس
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء السادس
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء السابع
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء الثامن
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء التاسع
- ما بعد الغربة ... (الدليل) - الجزء العاشر