قصه رومانسه هدية منى لاعضاء نسوانجى
الفصل الاول
ها انا الأن ...اتحرك بكل وهن ....لم يعد هناك من امل ....وحيدة مشردة في الطريق في منتصف الليل....
روحي ممزقة من على جسدي...ليس فيها سوى اليأس والألم والكره والأسى من كل شيىء ومن كل البشر ومن كل العالم...
لقد انتهيت....واريد ان انهي حياتي بأي شكل كان....وما الحل؟؟؟
الحل هو ان ارتاح.....ولن ارتاح الا بأن يدفن جسدي الرخيص تحت التراب....ولعل التراب في حالتي هذه اغلى منه ....واذا انتظرت الموت سأعذب من حولي اكثر وارتكب خطايا اكثر لأن فتاة مثلي ليس لها الحق حتى بأن تتنفس ....
من سيحمل ذنبي الأن......على جانبي النهر ...اذا رميت نفسي فيه سألوثه .....وعلى جانبي الأخر الشارع واذا وقفت امام سيارة مسرعة سيتورط صاحبها بمقتلي وسأضيف على ذنوبي ذنباً أخر ....علي ان اموت من دون ان اورط احداً او ان اشغل بال احد بمن اكون ولماذا فعلتها.....
كيف ؟؟؟
احرق جسدي .....وهل سأتطهر....من يطهر الروح اذا تلوث الجسد؟؟؟
واذا مت هل سأرتاح...ينتظرني عذاب اكبر عند **** ....في الحالتين سأتعذب....اتمنى لو لم اولد...لو لم اكن كما انا الان .....
يا ليتني في يوم فكرت ان ما اسعى اليه سيرمي بي الى التهلكة....وانني سأرى مثل هذا اليوم....
فات الاوان....ويجب ان تنتهي رحلة عذابي لتصعد الى خالقها...وسأتقبل اي شيىء...اي شيىء....فالذنب ذنبي...ويجب ان انتهي...
بأي شكل...وتحت اي ظرف....يجب ان انتهي...
ركضت نحو الشارع منكسة الرأس والسيارات مسرعة ارتطمت بي احدها بقوة....ولم اعرف بعدها ما حدث لي
................................... .....
كل شيىء من حولي الأن أبيض...لم اكن انتظر ان ارى هذا اللون ...فحياتي لم تكن بهذه النظافة ولا حتى موتي يستحق....فتحت عيوني اكثر لأتأكد انني في عالمي الاخر....ولكن يبدو انني سأعيش مرة اخرى.....
وجدت حولي معدات طبية واجهزة وانا راقدة على سرير ....حركت يداي... تحركتا....ورأسي ايضاً يتحرك ولكن بصعوبة....حاولت ان اجلس ولكن لم استطع...بدأت اجر قدماي ولكن من الواضح انني فقدتهما حسياً....فلم اشعر بهما ولم يستجيبا لي ....واحداهما ملفوفة من على الفخذ....
وجدت على جانبي جرس...رننته بعصبية وهستيرية...وبدأت البكاء....اتت مسرعة الي ممرضة محاولة تهدأتي...
- انسة ارتاحي.....دلوقت الدكتور يجي...
- بكيت بشكل طفولي: انا فين...حصلي ايه....رجلية مش قادرة احركهم ليه...قوليلي....
- اهدي اهدي....مافيش حاجة تخوفك....حمد **** على سلامتك ارتاحي عبال ما انده الدكتور...
خرجت ثم عادت مسرعة ومعها الطبيب...الذي ساعدني فوراً على الأستلقاء مجدداً وهو يقول..
-انسة انا دكتور صلاح...
ما تتوتريش...مش كويس...انتي هنا في المستشفى في غرفة العناية المركزة ...بقالك عشرة ايام.....كنتي في غيوبة والحمد **** امبارح فقتي شوية....ودلوقت صحيتي .....
- تابعت البكاء قائلة: عشرة ايام...انا دماغي بتوجعني اوي...ورجلية ليه مش قادرة احركهم ....في ايه..
- انتي العربية الي خبطتك صاحبها جابك هنا وكنتي فاقدة الوعي عشان الضربة جت في رجليكي وبعدين وقعتي على الارض على دماغك عشان كده حصل ارتطام في الجمجمة اثرت على وعييك...رجليكي عملنالهم عملية ومع شوية تمارين حترجعي تمشي ...كان عندك تمزق شديد اوي في عضلات الفخد وكسور....بس ما فيش شلل ..
- انا مش حاسة بيهم خالص..
- عشان البنج الكبير يخففلك الألم ويلحم الجرح بس هما من ناحية الاعصاب كويسين اطمني...
هززت برأسي واغمضت عيوني من جديد......سمعته يعود ويقول..(ممكن تقوليلنا عن اسمك لو سمحتي...اسمك وعيلتك)......لم استجب لهم...........
استسلمت للنوم عله يكون حلم وينتهي مجرد ان اغمض عيوني....واعود من جديد الى منزلنا الصغير لأرتمي في حضن امي والعب مع توأمي مي.......واسرق منها ما تأكله من حلوى...واختبىء في الخزانة وبعد ان انتهي منها اخرج وكأنني لم افعل اي شيء...ليبدأ الشجار بيني وبينها وتنهيه أمي بأن تعطينا لنجلب من جديد....
اشتقت اليك يا مي..
اي انت الأن.....اشقت اليك انتي ومي.....
هل ما زالت تكرهني....وغاضبة عليي...ومتبرأة مني....اريد فقط ان ابكي تحت قدميها....لقد لقيت من العذاب ما لذ وطاب....ليس هناك من احد يريدني...حتى الموت لا يريدني.....يارب...لا املك اي شيىء...ولا اريد سوى ان انتهي وكأنني لم اولد من الاساس... ........
................................... ............... ....
من جديد عاد الي صوت الطبيب....
- صباح الخير انسة....
- نظرت اليه بطرف عيوني...لا اريد ان افتحهما....
- انتي سامعاني؟؟؟
هززت اليه برأسي....بتعب.... وقال..
- انا عاوزك تكوني كويسة وتقدري تتكلمي...في برة اتنين من الشرطة عاوزين يتكلموا معاكي...احنا لغاية دلوقت ما نعرفش انتي مين ولا حتى اسمك.....وفي حد في السجن دلوقت متحفظين عليه عشان خبطتك بعربيتو...فاي حاجة حتقوليها او اي معلومة حتفيد اوي عشانك وعشانو .....بصي برة...
(نظرت نحو الزجاج رأيت في الخارج سيدة ورجل كبير في السن ).....دول اهلو...حيتجننو عاوزينك بس تصحي وتقولي حصل ايه....معلش انا عارف انو صعب ويمكن ده يرهقك....بس على الاقل ايدنا اقل المعلومات....
- هززت برأسي مجدداً موافقة على كلامه...وحاولت الجلوس مجددا وبعد لحظات دخل شرطي ...
بدأ اسئلته المعتادة...
اسمك لو سمحتي وسنك....حصلت الحادثة ازاي....المدعو نزار سرحان الي خبطك دلوقت في السجن شهادتك مهمة اوي....
لم ارد عليه فوراً...فكرت كثيراً....ثم قلت بتعب...
- ما لوش دعوة...انا ....انا...دخت فجأة وانا بقطع الطريق...وهو كان معدي....وحصل الي حصل..
- يعني مش عمد او كان ماشي بسرعة...
- لق انا طلعتله فجأة وانا بعدي دخت فجأة وما حستش بعدين بحاجة...
- اسمك لو سمحتي طيب...
- عدت وسرحت...وقلت بتأتأة: ري...م .....ريم حامد...
- ابوكي اسمه حامد احنا لازم نبلغ عيلتك.....
-قلت بتعب وانا ادير وجهي: بابا مات وما عنديش عيلة...
- طب ساكنة فين؟؟؟
- لم أرد...(وبدأت البكاء)...
دخل الطبيب قائلاً...
- ارجوك حضرت الضابط ما ينفعش اكتر من كده المريضة لسه خارجة من غيبوبة ........
................................... ......
سحبني النوم من جديد الى عالمه ...او لعلي انا من ندهت اليه ليأذخني معه ويا ليته يغمرني اكثر بلطفه ويأخذني معه الى الأبد...
وجدت والدتي امامي....تمسك يدي بيدها وتقول لي..
- منار....حبيتي.....اصحي....انا مبارح طول الليل كنت سهرانة اظبطلك الفستان عشان تروحي فيه عيد ميلاد صاحبتك...ما تزعليش مني عشان ما قدرتش اجبلك جديد وتتعصبي ...انا ما هانش عليية تنامي زعلانة....قومي يلا عشان تفطري وتلحقي تروحي الكوافير تعملي شعرك..انتي اجمل واحدة في العيلة....شعرك الاشقر وعينيك الخضرا وجمالك الناعم ده مش لازم يليق بيه غير اجمل حاجة...بس اعمل ايه العين بصيرة والايد قصيرة...انا من يوم ابوكي ما مات وانا بخيط وبصرف عليكي انتي واختك عشان تتعلمو...وتكبرو...انا زعلت منك مبارح....قلتيلي دي مش عيشة وانك عاوزة تطفشي وترتاحي...انا يمكن فقيرة بس عمري ما حوجتكم لحد طول ما فية نفس.....وكرامتنا وشرفنا اهم حاجة...قومي حبيتي وما تزعليش...انا بحبك....وعندي انتي واختك ضفكركم بالدنيا....يلا ...
فتحت عيوني لأجد نفسي من جديد في نفس الغرفة....والسيدة نفسها التي رأيتها من وراء الزجاج هي من تمسك بيدي قائلة....(حمد **** على سلامتك يا ريم)
.
لم تكن امي....
يتبع................