انا.. وانتي.. وخصلات.. شعرك

من قصص عارف
انا.. وانتي.. وخصلات.. شعرك
انا.. وانتي.. وخصلات.. شعرك

أنا وأنتِ وخصلات شعركِ، تلك الخصلات التي أسرتني منذ البداية، يوم كنتِ تخفينها خجلاً، وكان عقلك وقلبك هما أجمل ما فيكِ، يشعّان بكل ما جعلني أهيم بكِ.

بدأنا رحلتنا معًا، وحدنا في طريق الحياة، نحلم بمستقبل مشترك. تمنيّتُ كثيرًا وحلمتُ أكثر أن أستيقظ كل صباح لاحتسي القهوة معكِ، حيث يرفرف غطاء رأسك في نسيم الصباح، كاشفًا عن تلك الخصلات البيضاء التي أضاءت رأسكِ وزينتها.

أمسك بها برفق، أقبلها بحب، وأحضنها في راحة قلبي كأنها كنز، فقد كانت شاهدًا على أيامنا الجميلة معًا. أتذكرين، حبيبتي، تلك السنوات؟ تلك السنين التي قضيناها معًا، في فرحٍ وحزنٍ وعشقٍ؟

حبيبتي، خصلات شعرك تشهد على هزيمتي أمام قسوة الأيام، على دموعي في الليالي الصعبة، وعلى ابتسامتي في الأيام الجميلة. ألم تكن شاهدًا على سعادتنا بمجيء ابنتنا الأولى؟ وعلى الآلام التي مررتِ بها عند ولادتها، حين كنتُ بجوارك أبكي من شدة ألمك، وكأن وجعي كان لك.

ثم لعبنا معها، كبرنا بتربيتها وتربية إخوتها، وعشنا ذكرياتٍ جميلة، وتجارب تعلمنا منها الكثير. ها نحن اليوم، بعد سنوات طويلة، نجلس سويًا، كما كنّا دائمًا، أنا وأنتِ وخصلات شعرك، نشرب كوب القهوة معًا، وقد أضفت تلك الخصلات البيضاء مزيدًا من الجمال على وجهك.

ما زلتِ أنتِ، جميلة كما عهدتكِ، حبيبتي.

قصص مشابهة قد تعجبك