المسابقة التلفزية: الجزء الرابع

من قصص عارف

إكتفيت بهذا القدر . مرّ الوقت بسرعة عجيبة حياة تتابع بإهتمام حلبة الرقص ونجيبة أفرغت خيبتها في ما تبقى من قارورة الخمر وأنا أحاول إفراغ رأسي من كمّ الأحداث المتتالية بدأ الحضور بالإنسحاب تدريجيا فرغ المكان تقريبا إلاّ من قلة من السكارى محاولين استرجاع أنفاس أنهكتها ليلة صاخبة قررنا الذهاب مثل الباقين ... أثار الشرب بادية علينا لا أذكر أحداثا أخرى سوى أني إرتميت على السرير أحاول جاهدا فهم عبارات أثقلتها الخمر تحاول حياة جاهدة قولها

صحوت مثقل الرأس ثملا ... الغرفة تقريبا معتمة إلا من ضوء بسيط يتسلل من الخارج و صوت خفيف يصدر من التلفزيون يحاول خرق السكون المطبق على المكان... جلت بنظري بحثا عن أمي وقبل أن أناديها سبقتني بصوت مبحوح " أنا هنا " كانت مستلقية على الأريكة تتظاهر أنها تشاهد التلفاز وتمسك قدحا كبيرا تفوح منه رائحة قهوة فخمة.. لم أركز معها كثيرا فقد كانت تتحاشى النظر لي.. من الطبيعي أن تشعر بالندم وهذا مبرر .. سألتني بإقتضاب هل أريد أن أفطر فتعللت بأن راسي يؤلمني وأريد أن أسبح قبلا .. بسرعة دخلت الحمام وارتديت ملابس السباحة وخرجت كأني أهرب من مواجهتها ... إتجهت للمسبح بخطى مثقلة من أثر سهرة أمس وبصدر ضيق من أثر ما حدث فيها ... وزادني ألما موقفي أمي قبل قليل ... فتحت ماء حنفية على شكل دش قرب المسبح و إرتميت تحتها مغمض العينين ... الماء البارد كان يزيد في ارتعاش جسدي كل ما تذكرت ما حصل ومرارة الندم تملأ حلقي ... لكن ما حصل قد حصل والأمر ليس بالخطير جدا مجرّد اندماج في لعبة خطيرة يجب الإنسحاب منها ... قرار أعاد لي طمأنينة كنت أحتاجها وإرتميت بسرعة في ماء المسبح الخالي إلا من طفلين يلعبان على حافته ... بعد فترة من الغطس والقفز إنسجمت مع إبتسامتهما ورحت أمازحهما وألاعبها بالماء أنا من وسط المسبح وهما على الحافة ... الحق يقال لقد أعادت لي هذه الحركات راحة نفسية كنت أحتاجها... جاءت شابة تبدو أنها عربية لتصطحبهما ودعاتهما بحركة باليد وسط إبتسامة مجاملة من مرافقتهما ... ذلك الفراغ سمح لي أن أعيد ترتيب أفكاري... رجعت بالذاكرة من عند إقناع أمي بقبول الجائزة لحدود الساعة الأخيرة ... فكل ما حدث طبيعي ... ووجود نجيبة في هذا الوقت دفع الأحداث التي أوصلتنا للسكر وحركتها الأخيرة أمامي كانت بتأثير الخمر وبغمرة حماسها للفوز على زميلتها... إنتهى الأمر... يجب أن نحاول أن نبتعد عن نجيبة قدر الإمكان ... عدت متماسكا نفسي للجناح ... عند إقترابي من الباب سمعت صوت أمي ونجيبة تتضاحكان ... دخلت ببعض من العصبية ... سلمت عليهما ببرود إجتهدت كثيرا لأصنعه ... فهمت نجيبة الأمر واستأذنت بلباقة كي تتركني ألبس ثيابي ... لحظة خروجها إلتفت لأمي بحنق

- هي الست دي حتفظل لزقالنا كده على طول ؟؟؟

- إيه حصل إيه ؟؟؟ (بتعجب شديد ) ماكانت عجباك إمبارح ؟؟؟

- لا عجباني ولا نيلة ؟؟؟ هي مش حتسيبنا في حالنا بقى ؟؟

- ما قلتلك صاحبتي وبقالنا كثير ما شفناش بعض فبتجاملنا

- كفاية لغاية كده ؟؟ خلينا نتمتع بالإجازة

- ماهو أنا مستمتعة بإني بأغيضها هههه

- كفاية عليها كده إنت كسبتيها وبينتلها انك احسن منها وخلاص

- طيب طيب ما تتعصبش ؟؟ بس هي قالت انها حتستنانا على الغداء ؟؟

- لا غدا ولا عشا ولا صحور ؟؟؟ قلتلك كفاية عليها كده حاولي تعتذري منها بأي شكل

لأول مرة في حياتي أفرض رأي على أحد وخصوصا أمي فأنا في العادة عديمة الشخصية زاد في سعادتي إستجابة أمي دون تعليق ... فإتجهت نحو الباب لتلحق بها ... دخلت لاستحم بقليل من الماء الدافئ مستغلا فرصة خروج أمي وما إن كدت انتهي حتى دخلت مبتسمة... كنت ألفّ وسطي بفوطة وأنشف قطرات الماء على ذراعي ووجهي وصدري بمنشفة صغيرة

- حمام الهناء يا حبيبي ؟؟ انا إعتذرت منها وقلتلها انك عاوز نقضي يومين على إنفراد

- وقالت إيه ؟؟؟

- ما قالتش حاجة ؟؟؟ بس إتغاضت على الآخر

- تموتي إنت في كده ؟؟

تركتني مبتسمة و إتجهت إلى خزانة الملابس لتختار ما تلبس ... طبعا أنا لم تسمح لي الفرصة لإرتداء أي شيء فبقيت بالفوطة وجلست بحذر أتناول بعض الأكل ... سألتني عن برنامجي لتعرف ماذا تلبس فأخبرتها أن ترتدي لبسا خفيفا لنتمشى قليلا ونتعرف على المدينة خارج النزل.. كنت أسرع في الأكل لأتظاهر بدخولي الحمام وأعطيها فرصة للبس دون إحراج لكنها دون تردد خلعت فستانها الخفيف لتقف أمامي بملابسها الداخلية فقط دهشتي لم تمنعني أن أتملى في صدرها النافر وسط الحمالات السوداء المشبكة من الجنب لكن ظهر الكرسي الذي يقابلني منعني من أن أشاهد نصفها السفلي ... عرفت أن أي حركة مني ستفضح مرادي فحاولت أن أركز على طاولة الطعام واسترق النظر خلسة ... أقنعت نفسي للمرّة الثالثة قسرا أنها تتصرف بطبيعتها وتأقلمت مع المكان لا أكثر . قطعت تفكيري بسؤالها وهي تقف أمام المرآة تتأمل شكلها وهي ترتدي بنطلون فيزيون أسود يصل إلي نصف قصبة ساقها و تيشيرت أبيض يغطي نصف مؤخرتها وجوارب قصيرة وحذاء رياضي

- إيه رأيك ؟؟؟ حلو اللبس ؟؟

- هو حلو بس الي لابساه احلى ؟؟

- يا واد يا بكاش (قالت ذلك وهي تستدير للمرآة و تقف على حافة قدميها لتمنح مؤخرتها إرتفاعا هي ليست بحاجة له و تمسح بيديها عليها في حركة طبيعية تفيد إعجابها بشكلها)

- بكاش إيه ؟؟ دا إنت ولا فنانات تركيا بتاعتك يجو حاجة جنبك

- طب بطّل يا ولد وقوم البس (ورمت بجانبي ملابس أخذتها من خزانتي)

- مش لما اخلص أكل ؟؟

- أنا مش عارفة انت بتودي الأكل داه فين ؟؟ طول اليوم بتاكل ولا تتخن ولا تتنيل

- عضلات يا حبيبتي ؟؟ عضلات ؟؟

- طب قوم إلبس يا أبو عضلات

وبحركة لا إرادية نهضت كي أريها عضلات جسدي وأحرك عضلات صدري ولم انتبه للقبة التي سببها إنتصابي على الفوطة إلا لما ركّزت أمي ناظريها لمدة قد تكون طويلة تركيز فضحه اتساع عينيها .. إحراجي جعلني ألتفت إلي الملابس الملقاة بجانبي وهي لا تزال تتبعني بتفحص حتى طلبت منها " وحياتك هاتيلي بوكسر من عندك " حركة رأسها أشارت أنها استاعدت وعيها و إتجهت للخزانة ... الوقت الذي قضته لتعود تجاهي يؤكد أنها إختارته بعناية ورمته تجاهي " خوذ إلبس بسرعة " كان البوكسر من النوع المطاط الذي يلصق على اللحم ورغم انه كان يزعجني في اللبس إلا أني لم أعلّق ... توقعت أن تتظاهر بإنشغالها بشيء حتى أتم لبسي لكنها بقيت واقفة تراقبني ... هممت أن اخلع الفوطة وأبقى أمامها عاريا لكني تراجعت خوفا من ردّة فعلها لبست البوكسر من تحت الفوطة ثم نزعتها النتيجة هي نفسها فهو إن ستر اللحم إلاّ أن الشكل بقي منحوتا وبشكل فاضح من دائرة الرأس حتى البيضات التي انحسرت بعنف تحت القماش المطاطي فبانت منتفخة بكثرة وهي لا تزال تراقبني بإهتمام قمت بحركة تخالها طبيعية كأني أسوي زبي داخله ووجهته ناحية فخذي فبالكاد كان يستره وارتسم شكله تحت القماش بوضوح جعل عيني أمي تنفتح على آخرها في حركة فسرها عقلي البسيط على أنها دهشة وللهروب من هذا الموقف جلست لألبس جواربي القصيرة ثم أتممت لبسي في حين إنسحبت هي تجاه المرآة الكبيرة تصلح مكياجها وتتفقد شكلها ... التحقت بها عند المرآة وقد أعجبني شكلي في هذا البس أبدو كلاعبي التنس ... سرحت شعري وتعطرت وقلت لها

- إيه رأيك فيا ؟؟

- إنت كبرت إمتى يا ولى ؟؟

- إمبارح لقيت نفسي فاضي فقلت أكبر شوية ؟؟؟

أغلقنا الباب خلفنا ونحن نضحك و إتجهنا نحو بهو النزل ومنه إلى الخارج وهي تتأبط وسطي وأنا ألف ذراعي حول رقبتها كالعشاق توقعت أنه بمجرّد إبتعادنا عن أعين الرقباء ستغير من وضعها ولكننا واصلنا كذلك حتى خرجنا من الباب الخارجي للنزل سألنا البواب إنا كنا نريد تاكسي فإعتذرنا برغبتنا في المشي ... تمشينا خارج على الرصيف نراقب مباني النزل الفخمة ونصدر النكات ونضحك من شكل السياح ونحن لا نزال نعانق بعضنا إبتعدنا مسافة طويلة عن النزل فإقترب خلفنا صوت حوافر حصان ... إلتفت إليه ؟؟ كان الرجل يكلمنا بعدة لغات ضنا منه أننا أجانب ؟؟ يسألنا عن رغبتنا في الركوب معه ؟؟؟ صدمته وخيبة أمله برزت على ملامحه عندما أجبته بالعربية ؟؟؟ خيبة أمله إنعكست سعادة على وجه أمي وأنا أناقشه الثمن كي يوصلنا لمحل شهير للمثلجات الإيطالية . فأنا من سيدفع و ميزانيتي بسيطة جدا... أمي كانت سعيدة لأني و لأول مرة أعزمها على شيء وثانيا لإحساسها بقدرتي على إدارة الأمور... ركبنا العربة المعروفة عندنا "بالكاليس" ورحنا نغنى أغنية "أركب الحنطور" ونضحك وهي تمسك بذراعي بشدة مبالغة كأنها تقيس بكلتا يديها حجم عضلاتي وصلنا إلى محل المثلجات ودخلنا ونحن نعانق بعضنا كالعادة ... صراحة كنت مستغربا من إصرار أمي على عناقي لكني لم اعلّق ربما لان ذلك كان يعجبني. إخترنا طاولة منزوية ورحنا نقلّب في قائمة المنتجات وبينما نحن ننتظر قدوم طلبنا أشارت أمي لي أن ألتفت خلسة ورائي " في بنتين من ساعة ما دخلنا وهما مانزلوش عينيهم من علينا وبيتكلمو " وطبعا في مثل هذه الحالة لا يمكن أن تلتفت خلسة مهما حاولت إلتفت تجاههما و انخلع قلبي رعبا عندما أشارت إحداهما لي بحركة " هاي " وإتجهت نحونا ... أمي لاحظت إضطرابي وخصوصا بإقتراب الفتاة منا فسالتني بعصبية

- مين دي؟

- دي وحدة زميلتي في الجامعة ؟؟ وتقريبا أكثر وحدة معروفة هناك ؟؟

- ومالك اتخضيت كده ليه ؟؟

- دي أكيد شافتنا متشعبطين في بعض ؟؟ حأقلها إيه ؟؟ دي حتفضحني

وقبل أن ترّد أمي بكلمة وصلت سارّة هكذا كان إسمها لطاولتنا فقمت لأسلّم عليها وعلى غير العادة قامت بتقبيلي على وجنتاي وهذه عادة عندنا بتونس يعني هذه الطريقة السائدة بين الناس لكن الغير طبيعي أن تسلّم عليا سارة هكذا فانا شخصية باهتة في الجامعة وفي الحياة عموما وهي تعتبر نجمة الجامعة وكلّ الطلبة تتسابق لمعرفتها و التحّدث معها كنت دائمة أراقبها من بعيد وهي تلقي النكات نصف كلامها قبيح وتتصرف كسيدة الكل . سلّمت عليا بحرارة غير مبررة وهي تنظر لي بإعجاب شديد

- يوسف ؟؟؟ مش مصدقة ؟؟ مش تقول انك جاي كنا نقوم بالواجب

(هي من سكّان هذه المدينة وتدرس معي بالجامعة في العاصمة وتسكن بمبيت الطالبات وبما أننا في عطلة فعادت لمدينتها ) إنحشرت كلمات مع بعضها في حنجرتي كنت أريد أن أقول لها " أقلك أيه وليه وإمتى ؟؟ هو أنا عمري كلّمتك أصلا ؟؟ لكن خرج كلام أخر نصفه غير مفهوم

- هو الموضوع جيه فجأة فمكنش ..... (وانتهى الإرتباك و تحوّل إلى رعب عندما سألتني )

- مين المزة القمر دي مش تعرّفنا

- ... (كنت سأنطقك لكن أمي قطعت حشرجتي )

- حياة ... صاحبتو

- إزيك أنا سارة زميلة يوسف تشرفنا (وقبلا بعضهما ونظرت لي سارة نظرة فحواها "يا إبن اللعيبة)

وبعد دقائق من المجاملات والتعرفات كنت أنتظر نهايتها على أحر من الجمر .. إقترحت أمي إقتراحا إقتربت معه على إرجاع ما في بطني أن تلتحق بنا سارة ومرافقتها لنجلس سويا ورغم نظراتي المستجدية أن لا تلّح في ذلك خصوصا وان سارة حاولت أن تعتذر وأنها لا تريد إزعاجنا إلا أن أمي أصرّت فقبلت هي وذهبت تحضر مرافقتها وحقيبتها ... كنت أشتعل من الغضب فأولا سارة لا يمكنك مجالستها ومعك شخص مقرّب فما بالك وأمك معك فنصف كلامها بذيء ونصفه الآخر نكات سيئة ثانيا أنا لا أعرفها أصلا مجرّد زميل تافه معهم بالجامعة

ورماهي إلاّ دقيقة حتى حلّت المصيبة بطاولتنا مع مرافقتها التي تبدو خجولة بالطبع لا تعرفنا وبعد التعرف الكلاسيكي والسلام والجلوس ... إسمها وفاء لم تبلغ الثامنة عشرة لكن جسدها فائر فتبدو في الخامسة والعشرين أو أكثر مرت الجلسة بسلام سوى من بعض المشاكسات من سارة

- تعرف يا يوسف ... أنا مش مصدقة انو كل داه يطلع منك ؟؟ أمال في الجامعة عامل فيها خايب ليه

- حياة : لا خايب ولا حاجة داه جن مصوّر بس من يوم ما عرفني بطّل يعك مع البنات

- سارة : بنات مين ؟؟ إلى معاه الفرسة دي ؟؟؟ المفروض ما يسبش البيت أصلا ههه

- حياة : لا إطميني داه 6 سلندر هههههه بيشتغل برة وجوة هههه (لم أفهم لماذا حشرت امي تلك الجملة)

- سارة : وإيه اللبس والشياكة دي ؟؟ و إيه التسريحة الحلوة ؟؟؟ و البرفان ؟؟؟ أنا عمري ما إتخيلتك كده ؟؟

- حياة : دخلنا في المعاكسة ؟؟ منطقة حمراء هههههه

يعني الجلسة ليست محرجة جدّا إغتنمت أمي فيها الفرصة أن تطلق موهبتها في الكذب لكن هذه المرة عني وعن مغامراتي مع البنات الخ . كنت استمع بفخر لإنجازات تنسب لي وأحيانا أعلّق تعليقا بسيطا لكن المثير في الأمر أن وفاء كانت تنظر لي تلك النظرة التي تخرج منها القلوب الوردية في الصور المتحركة نظرة كانت تحرجني أحيانا فأشيح بنظري كي لا تلتقي عينانا أنهينا مثلجاتنا كانت الساعة حوالي السادسة ونصف وفي نهاية الربيع يعتبر الوقت مبكرا على العودة ومع إصراري أن أدفع حساب الجميع بإعتباري الرجل ومع كمية المديح المغلوط من أمي كان لا بد من ذلك فكردة فعل طلبت منا سارة أن تدعونا لمدينة ملاهي قريبة على حسابها بإعتبارنا ضيوف مدينتها فكرة استحسنتها أمي التي لم تدخل ملاهي قط وفعلا لم تكن بعيدة فتمشينا كالعادة أمي تعانقني وأحيانا تقرصني لانتبه لإهتزاز مؤخرة وفاء عندما تسبقنا في المشي او عندما تنحني مرار وتكرار متذمرة من خيوط حذائه التي تفتح دائما ... مؤخرتها المحشورة في بنطلون الجنز الضيق وقت الإنحناء تفضح أنها تلبس ملابس داخلية من نوع " سترينق " أو أبو فتلة بنفسجي اللون .. إثر كل حركة منها كانت أمي تحشر رأسها في صدري مدعية البرد مع نسمات المساء فهمت في ما بعد أنها تتأكد إن كان ذلك يثيرني أم لا... دخلنا الملاهي ولعبنا ومرحنا كنت أراقب سعادة أمي وهي تلعب كالأطفال ... صراحة لا يمكن تميز المراهقة من المرأة المكتملة في تصرفاتهن إنسجمت أمي معهما كأنها عادت بالزمن لتلعب وتلهو مع أترابها في سن حرمتها الظروف أن تعيشه فأطلقت العنان للهو معهن مرت ساعتان من الوقت تقريبا وشعرنا بالجوع كنت أفكر بالعودة إلى الفندق لنلحق بوقت العشاء حين إقترحت أمي أن تدعونا على العشاء كمساهمة منها في السهرة على أساس أني دفعت ثمن المثلجات وسارة ثمن بطاقات الملاهي وهي ستدفع ثمن العشاء وافق الجميع بسعادة حينها تكلّمت وفاء

- يا سلام و أنا عليا أجرة التاكسي يعني

- سارة : لا إنت حترقصلنا آخر اليل

- لو حتأكلوني مشوي لأرقصلكم ملط هههه

ضحك الجميع و إتجهنا الى محل جزارة ومشوي هذا النوع من المحلاّت منشر بكثرة عندنا تشتري اللحم من الجزار ويقوم أحد مساعديه بشوائه مع تقديم بعض السلطات والمقبلات وكذا لحسن حظنا لم يكن المحل مكتظا بل لم يكن فيه إلا زوجان فقط مما جعل حفاوة الإستقبال بنا كبيرة إخترنا طاولة كبيرة بعد ان إخترنا ما سنأكل وجلسنا .. أحسست أن أمي تعرف البنات مذ سنين طويلة لا منذ سويعات و إنطلق الجميع في المزاح عندها عادت سارة لطبيعتها وبدات بسرد النكة الجنسية فكرّت بالإعتراض لكن قهقهات أمي مع كل نكتة تقولها سارة منعتني من ذلك ... ضعت بين صوت ضحكاتهن الماجنة والدخان المتصاعد من الموقد

(ماذا يحدث ؟؟؟ ما كلّ هذا التغيير؟؟ منذ 3 أيام كانت علاقتنا يسودها الإحترام بل كنت أخافها ؟؟ الآن اين وصلنا ؟؟ صرنا ننام سويا على نفس الفراش ؟؟ وبملابس النوم ؟؟ نسير في الشارع متعانقين ؟؟ أتمتع بالنظر لتفاصيل جسدها و الأكيد هي تتمتع كذلك ؟؟ شربنا الخمر سويا ؟؟ رقصنا سويا ؟؟ صرنا نسمع الكلام البذيء الذي كان أبسطه يعتبر محرما لدينا و الأكثر من ذلك أننا نضحك ؟؟ وكل شيء يعقل و تلك الحركة في الديسكو لما فتحت رجليها لتهديني صورة حاولت كل هذا الصباح أن أنساها ؟؟ كيف وضعت نجيبة في طريقنا وبمجرّد تخلصنا منها والتفكير بالعودة إلى الوضع الطبيعي تقفز سارة أمامنا ؟؟ ولماذا تتقبل أمي كل هذا التغير السريع دون تفكير ؟؟؟)

كمّ كبير من الأسئلة أفقت منه و النادل يقدم الطبق الشهي لنا كنت أريد أن أصرف تفكيري في الكل حتى وضعت سارة إحدى بيضات الغنم أمامي لأكلها تقول الأسطورة عندنا إنها مقوية للرجال ونظرة لامي وسألتها

- ألا قوليلي يا حياة ؟؟ أنهي أكبر البضة دي والا بيضة يوسف ؟؟ (منع ذلك السؤال اللقمة الأولى من النزول في حلقي لكن أمي أجابت براحة تامة )

- هما تقريبا نفس الحجم

- عشان كده جلدك ناعم ومشدود هههه

- آه بيحميني من جو ومن برّة ههه

لم أفهم ما تقصدانه لكنهن غرقن في موجة ضحك اضطررت أن أسبح معها انتهى العشاء كما بدأ كان حوالي الساعة التاسعة ونصف وإعتذرت الفتاتان بأنهما لا يمكنهما السهر أكثر لظروفهما و قررنا الرحيل دفعت أمي الحساب وخرجنا نبحث عن تاكسي عندما سألت سارة عن مكان إقامتنا إن كنا في نفس الطريق فأجابت أمي

- اوتيل كذا كذا

- (دهشة أصابت البنتين معا) داه غالي جدا ؟؟ أنا أسمع إنوا ليلة فيه تساوي ثروة

- (عانقتني أمي ومسحت على صدري بدلال) أصل الليلة مع يوسف تساوي كنوز الدنيا كلها ههههه

- (هنا تدخّلت وفاء بجدية ) إن كنتو عاوزين وحدة ترقصلكم أنا موجودة

- حياة : لو حترقصي ملط أكيد هههههه

- وفاء : وأكثر من ملط كمان (بجدية تامة )

- سارة : أنا كمان بأعرف أرقص أكثر منها ولو حتبقو ثلاثة ما فيش مشكلة نكون أربعة

أبواب الإباحية فتحت كلها فجأة أمامي ... أحتاج صعقة توقظني من حلمي .. جاءت التاكسي وركبنا وتركنا البنات على أمل اللقاء وسط عبارات الشكر و الترحيب المتبادل ... لم نستطع أن نتحدث في التاكسي لوجود السائق وبمجرد نزولنا عادت أمي للعناق بحرارة أكثر كانت الساعة العاشرة ليلا إلا قليل فبادرتني أمي

- الساعة لسه ما جاتش عشرة

- تحب نكمّل السهرة ؟؟ نرجع ؟؟

- لا لا خلينا جوة الأوتيل ؟؟

- يعني ما فيش غير المطعم فاتح دلوقتي و الدسكو يفتح نص اليل

- لا فيه ؟؟؟ ... البار مفتوح ؟؟؟

- عاوزة تخشي البار؟؟؟ حتشربي ثاني ؟؟

- لو ما يضايقكش ؟؟ بصراحة بيعمل مود حلو قوي

- مش حكاية أتضايق بس إنت النهاردة الصبح كانت دماغك وجعاكي من الشرب

- ما هو من هباب البرك إلي شربناه داه تقيل قوي ؟؟ إيه رأيك عندي فكرة ؟؟

- قولي ؟؟

- نطلب بيرة ونقعد في البلاكونة ... المنظر هناك يجنن ؟؟ لحد ما الدسكو يفتح

- آه على أساس البيرة دي عصير خرّوب ؟؟ ماهي خمرة بردو

- يلى بقى ما تبقاش غلس

دخلنا الجناح بعد أن طلبت البيرة و جلسنا في الشرفة الطقس جميل جدا سوى بعض النسمات الباردة في مثل هذا الفصل... وضعنا 4 زجاجات وقليل من المزّة و جلسنا وكتشجيع مني صببت نصف الزجاجة في كاس أمي وقدمته لها كنا مستلقين على الكراسي ونضع رجلينا على حافة الشرفة صببت كأسي فضربت كأسها بكأسي وقالت

- في صحتك ؟؟

- (ضحكت ) و إتطورنا وبقينا نعرف نقول في صحتك

- (قرصتني في ذراعي بدعابة) بطّل يا ولد ؟؟ ظريفة قوي البنت سارة دي

- قصدك شرموطة قوي ؟؟؟ (تعمدت قول ذلك لأرى ردت فعلها )

- بلاش الكلام الزفت داه ؟؟

- دلوقتي بلاش وقبل شوية كنت حتفرفري مالضحك على كلام اكثر منو ؟؟

- (إبتلعت ريقها بصعوبة كأنها تقبلت الأمر) بس تعرف إنت حتبقى نجم وسط الجامعة

- إزاي ؟؟ أنا أصلا مصدوم هي عرفتني إزاي وتعرف إسمي كمان ؟؟

- دلوقتي كل الجامعة حتعرفك ؟؟ دي حتحكي عنك أساطير ؟؟ حتقول إنك مصاحب وحدة غنية وبتصرف عليك ببذخ و توديك اوتيلات غالية ؟؟ وإنك مقطع السمكة وذيلها ؟؟ وبكده حيتلمو عليك زي النمل ؟؟

- ماهما كده ؟؟ حيعرفو أني مصاحب ومش فاضي ؟؟ ومش حيقربو مني ؟؟

- يا عبيط إفهم أولا إلي مش حتصدق إنك فعلا كده حتتقربلك عشان تثبت داه ؟؟ والي مصدقة بردو حتتقرب عشان ينوبها من العز جانب ؟؟ ولما تتلم عليك البنات الأولاد حتجري تصاحبك عاشان البنات وكده ... فهمت

- نظرية بردو... بس كده حتبقى مصيبة ما هم لما حيقربو مني حيعرفو اني حمار ولخمة وحتبقى فضيحتي بجلاجل

- ما تقلش على نفسك كده ... إنت سيدي الرجالة ؟؟

- يعني عوزاني أعرف بنات ومستقبلي يضيع ؟؟؟

- (غيرت أمي الموضوع ... مؤقتا لترتب أفكارها .. أعرف طريقتها جيّدا) طيب إحنا دلوقتي مش بقينا أصحاب ؟؟ يعني ممكن تحكيلي كل حاجة صح ؟؟

- يا سلام عشان بقينا أصحاب انا بس احكي ؟؟ انت بجرجريني بالكلام

- ههههه يخرب بيتك شاطر طالع لامك ؟؟ طيب قلي بصراحة إنت عمرك ما عرفت وحدة ؟؟

- أه كثير... المعيز والغنم و البقر في البلد و في العاصمة البنات في مسلسلاتك

- ههههههههه حتموتني مالضحك ؟؟ طيب ما فيش وحدة عجبتك ؟؟ بصراحة

- وحياتك لا ؟؟ أنا أصلا ما كنتش متخيّل إنيّ في وحدة ممكن تبصلي ؟؟

- ليه بس ؟؟؟ دا إنت ألف وحدة تتمناك ؟؟ طيب إيه رأيك أساعدك ؟؟؟

- (جف الدم في كل عروقي و فجأة إنحبس الأكسجين عن العالم .. أمي حتجيبلي بنات) حتساعديني إزاي ؟؟؟

- إيه رأيك في وفاء ؟؟؟ صغيرة وحلوة ؟؟ و...

- ومجنونة ؟؟ وباين انها شرموطة وممكن تكون مريضة. أقلك الصراحة ؟؟ بس ما تزعليش ؟؟

- لا ابدا قول ؟؟

- أنا ما بحبش البنات الصغيرة ؟؟ ما بيعجبونيش ؟؟

- يا سلام انت حتتشرّط ؟؟ بتحب العواجيز ؟؟

- لا مش بتشرّط بس انت فتحتي الموضوع ؟؟ لو مش عاجبك نغيرو ؟؟

- لا لا كمّل ؟؟

- أنا بحب الست الكاملة ؟؟ أنوثتها مكتملة ؟؟ وحرارة في جسمها ؟؟ (أحسست إن كلامي أثر فيها جدا بل إن الغصب اعتراها.. الأكيد أنها ضنت أني المح لنجيبة )

- يعني يوم ما حتتزوج حتجيبلي عجوزة ؟؟

- ما قلت مش حتهبب أنا اتزوج ؟؟ (أحسست ان الجلسة تحولت لمحاكمة ومع هذه الطريقة ستنتهي اليلة بتوبيخ شديد ****جة من أمي لكن كالعادة كل تكهناتي تخطأ)

- طيب قلي لو وفاء مش عجباك كنت بتبص عليها ليه ؟؟ ما تكدبش شفتك ؟؟

- أولا انا كنت ببص لانك إنت كنت بتهمزيني ؟؟ ثانيا هو البتاع الي لبساه شكلو غريب شوية ؟؟ وكمان الفظول وداه نفس السبب الي خلاني أبص على نجيبة إمبارح ؟؟

- وطيب كنت بتبص عليا بسبب الفضول ( حاصرتني بهذا السؤال كملاكم ينتظر هفوة من خصمه ليسقطه بالقاضية )

- مش عارف ؟؟ هي جات كده وخلاص ؟؟؟

- طيب لما تعرف إبقى قلي

وتركتني ودخلت الحمام .. شغلت نفسي في إزالة زجاجتي البيرة الفارغة و فتحت الأخيرتين وعدلت الطاولة... كل أسلاك مشاعري تداخلت ... عادت أمي وعدّلت جلستها حيث قلبت الكرسي فأصبحنا مقابلين لبعضنا وبيننا الطاولة أخذت كأسها و حبات من اللوز ورفعت رجليها متلاصقين لتثبتهما على الحائط فإنحسر التيشرت الذي تلبسه حتى صرتها كاشفا عن وسطها الذي يلتصق به الفيزيون ... حجم إنتفاخ كسها جعل عينيا تتسمران هناك رغم محاولات العديدة أن اشغلهما بشيء آخر كانت عيناي كعقرب الساعة تدور ثم تعود لنفس المكان ... كسرت امي الصمت كعاتها

- تعرف حاسة اني إتغيرت في الرحلة دي ؟؟ عايشة حياة إتمنيت أعيشها زمان

ورفعت رأسها للأعلى وبدأت تسرح بخيالها وتحدثني عن حكايات أحفظها عن ظهر قلب مما أعطاني فرصة لأتأمل جسمها المنحوت تحت الفيزيون لم امنع أطراف أناملي من مداعبة زبي الذي استأسد على وقع هذا المشهد وسرحت مع الموقف لم أدري كم من الوقت أمضته أمي وهي تشاهد حركتي حين إنتبهت لها ... خنقني الخجل كطفل ضبط يسرق قطعة نقدية من جيب أبيه ... نظرت للساعة إنها الثانية عشرة إلا ربع فقررت الهرب

- إنتي مش عاوزة تروحي الديسكو ؟؟ الساعة قرّبت 12

- ياه الوقت معاك بيعدي في ثواني ؟؟ إنت حابب تروح ؟؟ أنا مش عاوزة

- بلاش خلينا هنا ؟؟ تحبي نطلب طقم بيرة ثاني

- يا ريت بس نخش جوة أصل هنا بردت

إتصلت بالبار لكنه أعلمني أن التوزيع للغرف يتنهي الساعة 11.30 فجمعت كل ما استعملناه في طبق وخرجت لأحضر طلبي بنفسي ... في الطريق إستجمعت مشاعري وقررت أن لا أتمادى وتفوق الضمير على الرغبة فهي أمي أولا و آخرا ... جلبت ما أريد وعدت للجناح لأجد أمي قد غيرت ملابسها ... تسمرت مكاني كانت تلبس قميص نوم هو ليس بالقميص بل قطعة قماش شفافة تربط بالعنق تصل إلي أسفل الظهر سوداء اللون مزركشة وحمالة صدر من النوع الذي يقل من خلف فقط و المفاجأة الكبرى خيط صغير يمر وسط فلقتي مؤخرتها التي تشكل قبة رهيبة ترفع ذلك القماش المنسدل ... بياض جسدها الخالي من أي تجاعيد ولا من أي شعرة تلك النظرة البسيطة من الخلف حطمت ذلك الجدار الصغير الذي بنيته في الطريق إلى البار.. كانت تمسك جهاز التحكم وتخفض صوت موسيقى هادئة وضعتها على جهاز التسجيل الذي يوزع صوتا رقيقا في كل أرجاء الغرفة .. ألتفت ناحيتي .... قبتان من مرمر تزينان صدرها لا يسترهما الاّ مثلث صغير فوق الحلمة ومثلث صغير عجز عن تغطية ذلك الجدار المجعد بأكمله مشهد هز كياني كله إهتزاز فضحه صوت قرعة الزجاجات والكؤوس التي احملها في الطبق وضعت الطبق على المنضدة وجلست بصعوبة

- أنا قلت هنا اخذ راحتي ؟؟؟ تحب أطفي النور ؟؟

- مش مشكلة ؟؟ (قامت بإطفاء أنوار الجناح كله إلا نور المكان الذي نجلس فيه )

- خذ راحتك إنت كمان (قالت ذلك وهي تجلس قبالتي )

- طب ثواني أجيب بيجامة ؟؟

- وبيجامة ليه ؟؟ خليك زي العادة بالبكسر

خلعت حذائي و التيشرت و ترددت في خلع الشورت حتى أعدل من وضع انتصابي فألصقت زبي بفخذي بإتجاه الأسفل ونزعت الشورت وسط شهقة من حلق أمي فقماش البكسر عجز عن تغطيت زبي باكمله وإنزلق نصف زبي برأسه المنتفخة في الهواء الطلق على بعد متر من أمي .