رودولف بولتمان
رودولف كارل بولتمان (بالألمانية: Rudolf Bultmann) (ولد في 20 أغسطس 1884 – توفي 30 يوليو 1976) لاهوتي ألماني من خلفية لوثرية كان أستاذ دراسات العهد الجديد لثلاثة عقود في جامعة ماربورغ. قام بفصل كامل تقريبا بين التاريخ وبين الإيمان وكتب أن صلب المسيح فقط يكفي للإيمان المسيحي.
درس اللاهوت في جامعة توبنغن ثم في جامعة برلين وجامعة ماربورغ وحصل منها على درجة جامعية في 1910. وبعد سنتين تقدم إلى شهادة المهارة (بعد الدكتوراة) وأصبح محاضرا في علم العهد الجديد في ماربورغ. بقي في ماربورغ حتى استقالته في 1951.
يعد كتابه (تاريخ التقليد لإزائي-History of the Synoptic Tradition) أداة أساسية في البحث الإنجيلي حتى للعلماء الذين يرفضون تحليلاته عن القطع الروائية التي ألفت منها الأناجيل والمبادئ التاريخية التوجه المسماة النقد الشكلي التي كان رودولف أكثر شارحيها تأثيرا:
- "هدف النقد الشكلي تحديد الشكل الأصلي لقطعة روائية أو قول أو مثل ربيّ. في العملية نتعلم تمييز الإضافات والأشكال الثانوية، وهذا يقود لنتائج هامة عن تاريخ العرف."
طبق في 1941 النقد الشكلي على إنجيل يوحنا وميز وجود إنجيل آيات ضائع اعتمد عليه يوحنا فقط من بين الإنجيليين. وكان ذلك إنجازا في البحث عن يسوع التاريخي. وقام في تلك السنة بمحاضرة باسم New Testament and Mythology: The Problem of) (Demythologizing the New Testament Message دعت الشراح لترك اللاهوت التقليدي. اعتمدت الدروس على لغة الأساطير لكن لم تستثن بل شرحت من أجل فهمها في العصر. لكنه تمادى في النقد الشكلي حتى وضع أسئلة خطيرة على القيمة التاريخية للأناجيل.
كان متأثرا بفيلسوف الألماني مارتين هيدغر في هرمنوطيغيا الكتاب المقدس، وطرح نظرية النزع الأسطوري على هذا الاساس.
انتقد الاشتراكية الوطنية وتكلم ضد سوء معاملة اليهود والتطرفات الوطنية وطرد رجال الدين غير الآريين من الكنيسة .
فسلفته
لاهوقي بروتستنتي متأثر بهيدجر، ومؤرخ للمسيحية في بدايتها، وصاحب منهج في التأويل.
ولد في Wiefelstede (بمقاطعة أولد نبورج في شمالي الانيا)في٢٠أغطسسنة١٨٨٤وتوفىي١٩٧٦/٦/٧،و تلقى العلم في جامعات ماربورج، وتوبنجن، وبرلين. وقام بالتدريس اولاً في سنة ١٩١٢ في جامعة ماربورج، ثم في جامعة برسلاو (١٩١٦) وجين (١٩٢٠) وفي سنة ١٩٢١ -صار استاذاً لدراسات العهد الجديد في ماربورج، وظل في هذا المنصب حتى سنة ١٩٥١ حين أحيل إلى التقاعد.
كان بولتمان تلميذاً لفيس Weiss .ل ويونكل .H Junkel وهرمن Herrmann .٦٧ من رجال ما يسمى بمدرسة البروتستنتية - الحرة التي سعت إلى التوفيق بين نتانج البحوث التأويلية وبين تحديد المواقف اللاهوتية على أسس تنظيمية ونظرية.
وكانت باكورة إنتاجه كتاب بعنوان: «تاريخ المنقول امتعلق بالأناجيل الثلاثة الأولى» -Geschichtedersynoptis 0 Traditionع1 (جيتنجن سنة ١٩٢١، ط٣ سنة ١٩٥٧).
وأهم ما ألفه بعد ذلك الكتب التالية :
١-«يسوع»، توبنجنسنة ١٩٢٦ Jesus
٢ - «الايمان والفهم»20ء!٧2٣5 ل0سعاس2اى، فيأربعة مجلدات، توبنجن١٩٣٣-١٩٦٥.
٣ - ٠ انجيل يوحنا»، جيتنجن، سنة ١٩٤١.
٤ - »العهد الجديد والأساطير"، نشر في «الوحي والنجاة» منشن سنة ١٩٤١ (وأعيد طبعه في ج١ من kerygma Mythos للا
٥- «لاهوت العهد الجديد»، توبنجن، سنة ١٩٤٨-١٩٥.
٦ - »المسيحية الأولى في إطار الأديان القديمة»، زيورخ سنة ٠١٩٤٩
٧ - «التاريخ والأخرويات» (بالانجليزية) ل20 History Eschatology (أدنبره سنة ١٩٥٧، محاضرات سلسلة جفورد).
وكانت اهتماماته الاهوتية والفلسفية والتاريخية الدينية شاملة واسعة تتناول الميادين الرئيسية في علم العهد الجديد.
وجعل منهجه في البحث هو المنهج الذي يدعى باسم «المنهج التاريخي المورفولوجي أوالشكلي» الذي يعنى بدراسة الأشكال المختلفة الواردة في تحرير الأناجيل الثلاثة الأولى، إذ من الملاحظ ان سرد الرواية فيها يتدرج بين إلروايات الشفوية الشعبية وبين القطع المؤلفة، ومن هنا كانت الفروج بين القطع المختلفة وتفكك السرد. وكان أول من سلك سبيل هذا المنهج هوه. يونكل (١٨٦٢-١٩٣٢)بالنسبةإلى«العهدالقديم». إذ قسم أساليب العرض في أسفاره إلى أنواع: قصص، شعر، أناشيد، مزامير ملكية، مراث وشكاوى، إلخ.
فجاء في أثره اشمت K.L. Schmidt في كتاب: «إطار تاريخ المسيح» (برلين سنة ١٩١٩) وبين أن المادة التاريخية التى استخدمها كتاب الأناجيل الثلاثة الأولى كانت قد تشكلت من قبل شفوياً، فجاء الإنجيليون الثلاثة (مقى، لوقا، مرقص) فاستعملوها في تحرير أناجيلهم الثلاثة. وفي نفس السنة - سنة ١٩١٩ نشر 44. Dibelius بحثا بعنوان: «الشكل التاريخي للأناجيل» (توبنجنسنة١٩١٩ )وطبق هذا لمنهج.
وفي اثر هؤلاء جاء بولتمن أولاً في سنة ١٩٢١ في كتابه الأول: «تاريخ المنقول المتعلق بالأناجيل الثلاثة الأولى» فدرس كل الأشكال الأدبية الموجودة في النقول المسيحية الخاصة بالأناجيل الثلاثة الأولى وانتهى إلى نتائج بالغة الأثر في تعديل النظرة إلى الأصول المكتوبة للمسيحية في بدايتها. واقتطف ثمرة هذا كله في كتابه عن «المسيح» نم اقبل على رسائل القديس بولس (في العهد الجديد) فقام حولها بدراسات صغيرة مهمة، خصوصاً حول الاصحاح السابع من الرسالة إلى اهل «روما» وحول والرسالة الثانية إلى أهل كورنتوس».
كذلك شرح انجيل يوحنا من حيث الأصول المأخوذ منها، والمكان الذي كتبت فيه، واستخرجالأفكار اللاهوتية الرئيسية فيه.
وفيكتابه «لاهوت العهدلجديد» لخص آراءه في العهد الجديد، كما لخص نتائج الأبحاث التي قامت في جيله حول العهد الجذيد، ومن أجل إيضاح الجو الفكري الذي نشا منه لعهد الجديد قدم عرضا موجزا للأفكار والتيارات الدينية في العالم اليوناني السابق على ظهور المسيحية وعند اليهود وفي الغنوصية.
وازداد بولتمن شيئاً فشيئاً اقتراباً من كارل بارت وف جوجارتن Gogarten . وتعاون معهما في تحرير مجلة «بين الأزمنة» التي كانت لسان حال ما يعرف باسم «اللاهوت الديالكتيكي»، حتى عد لفترة من الزمن من رجال هذه الحركة. لكنه من ناحية أخرى تعرف إلى مارتن هيدجر، وتأثر به في فلسفته في الزمان وفي التاريخية وفي «التفسير»نالم^02ع0ع0^ع11 فاستعار بولتمن من هيدجر تحليلاته لوجود الإنسان في العالم، وطبقها على وجود الإنسان الطبيعي المبعد من اله، فوصف وجوده بأنه وجود قلق وجزع وخطيثة وسقوط، وهي التعبيرات الكثيرة التردد في وصف حال «الإنسان -في- العالم» عند هيدجر، وزعم بولتمن أن هذه المعافي الهيدجرية هي التي نجدها في وصف حال الإنسان في أسفار «العهد القديم»، وبالجملة، حاول بولتمن ان يؤول حال الإنسان الموصوفة في اسفار «العهد الجديد» على ضوء التحليلات الوجودية لهيدجر، مع ما في هذ من تعسف شديد أحياناً ، وإساءة فهم لمذهب هيدجر في معظم الأحيان. وعلى كل حال فقد قام من يسمي محاولات بولتمن هذه باسم «اللاهوت الوجودي» (راجع مثل: John ل1ه Macquarrie : An Existentialist theology. New- York 955 01 0ل100 .
وجانب اخر في تطور أفكار بولتمن هو ما يسمى ب «تخليص العهد الجديد من الأساطير» . وقد ظهر هذا الاتجاه لأول مرة في بحث له بعنوان «العهد الجديد والأساطير» (سنة ١٩٤١) ثم أوغل في هذا الاتجاه في السنوات التالية، وأودع
افكاره في هذا الاتجاه في الكتاب الذي يعد أهم كتبه، وعنوانه : «لاهوت العهد الجديد»(توبنجن، سنة ١٩٤٨ - ١٩٥٣) وكان قد نشره تباعاً على هيثة كراسات (واصدر منه طبعة ثالثة مزيدة في سنة ١٩٥٨).
ومحاولة استبعاد الأساطير من الأناجيل هي محاولة قديمة، وأدت إلى موقفين متقابلين : استبعاد العقائد باستبعاد هذه الأساطير، أو استبعاد الأساطير مع الابقاء على الرسالة المبلغة Kerygma بلغة الأساطير. وهذا الموقف الثاني هو الذي دعا إليه بولتمن. فقد رأى ان استبعاد الأساطيرأمر لا مفر منه الآن بعد كل هذا التقدم العلمي الذي لا تتفق نتائجه ابداً مع «المعجزات» و«الخوارق» التي تحفل بها الأناجيل. فهل الرسالة التي بلغها الانجيل هي مجرد اساطير ؟ يجيب بولتمن قائلاً: إن لمسيح، بوصفه حامل إرادة الته، أراد، بأقواله لأسطورية عن مجيء ملكوت الته وعن ابن الإنسان ان يشير إلى فعن الله «الآن» في العالم وها هوذا المسيح في الساعات الأخيرة أمام الفصل بين الله والعالم الفاني. وقد نتهى اميح على الصليب دون أن يصنع معجزة اويعانيها. دون أن يعتبرنفسه محققا للنجاة وابن الإنسان المهدي المنتظر. وإنما صار كذلك فيما بعد وفاته، على يد تلاميذه، وذلك لكي يعوضوا عن هذا النبي المصلوب (يسوع) ٠ فلكييتغلبوا على فاجعة الصلب، قالوا إنه كلمة اللم. واسطورة يسوع ابن الإنسان هذه قد تلاها أسطورة أخرى نشأت في التربة الهلينستية المتأثرة بالغنوص هي أسطورة الخلاص الغنوصي الذي حملوه على يسوع التاريخي. وتفرع عن نفس المبدأ، أن تصور العالم على أنه «إمكان وجود» -Sein 0ع500. وهناتتدخلالتحليلات الوجودية عند هيدجر لتحدد أحوال هذا الوجود اممكن.
وواضح ما في هذا المنهج من خطورة بالغة على «الصحة التاريخية» للمسيحية، ومن هنا كانت الهجمات المتوالية ضد بولتمن من جانب اللاهوتيين التقليديين، والكاثوليك منهم بخاصة. لقد انتفت - على يد بولتمن ومنهجه - الصحة التاريخية لأسفار «العهد الجديد» وخصوصاً للأناجيل الأربعة، ولم يبق إلا المعافي الدينية في العقيدة مجردة عن صحة مصادرها الريخية.