نظرية اجتماعية

النظرية الاجتماعية (بالإنجليزية: Social Theory) تشيرُ إلى استعمالِ مجرد في أغلب الأحيان لهياكل مركبة نظرية لتَوضيح وتَحليل أنماطِ الحياةِ الاجتماعيةِ.

في حين تعدّ النظرية الاجتماعية في أغلب الأحيان فرع من فروع علم الاجتماع، مع ذلك تعدّ النظرية الاجتماعية ذات علاقة بالعديد من الاختصاصات العلمية مثل اقتصاد، علم اللاهوت، تاريخ، والعديد مِنْ المجالات الأخرى.

على أية حال، فإن أي بحث أساسه موضوعي يُمْكِنُ أَنْ يُوفّرَ الدّعم للتفسيراتِ وفي أغلب الأحيان تعطىَ التفسيرات مِن قِبل العلماء النظريين الاجتماعيينِ. البحث الإحصائي المؤسس بأشكال علمية، على سبيل المثال، لدراسة حالات عدم تكافؤ الدخل بين النِساءِ والرجالِ سيساعد بعد ذلك في تأسيس نظرياتِ اجتماعيةِ المعقّدةِ تبحث في مساواة جنسين أَو النظام الأبوي.

بنفس الوقت نجد علماء نظريون نقديون مثل رائدو التفكيكية أَو ما بعد الحداثة، يجادلون بأنّ أيّ نوع من البحثِ أَو المنهج يمكن أن ينحرف بشكل فطري. وفي العديد مِنْ الحالات يكون المجتمع الذي تصفه هذه النظريات بعيدا عن المجتمع الراهن لدرجة لا تصدق.

تمثل النظريات الحداثية modernity والنظريات اللا سلطوية anarchy مثالين عن هذه النظريات.

تعريف النظرية الاجتماعية

النظرية هى تفسير العالم الذى يتجاوز ما يمكننا أن نراه ونقيسه. وهى تشتمل على مجموعة من التعريفات والعلاقات المتداخلة التى تنظم مفاهيمنا وفهمنا للعالم الإمبيربقى بطريقة منهجية. وهكذا، فربما يمكننا أن تؤسس علاقة إحصائية بين الفقر والجريمة، على أن تفسير هذه العلاقة قد يتطلب استخدام عدد من النظريات: حول دوافع الناس، والمعنى الاجتماعى الذى نضفيه على الفقر والجريمة؛ والقيود البنائية التى تحافظ على الإبقاء على أجزاء من السكان تعيش فى فقر.

هناك تعريفات مختلفة وضعها علماء الاجتماع للنظرية الاجتماعية منها:

  • تعريف كورنبلام (W.Kornblum) وسميث (Smith) النظرية على اعتبار أنها مجموعة من المفاهيم المترابطة التي تهدف إلى تفسير أسباب حدوث ظاهرة اجتماعية يمكن ملاحظتها.

وبصفة عامة، هناك ثلاتة مفهومات للنظرية فى علم الاجتماع. فالبعض يفكر فى النظرية باعتبارها تعميمات وتصنيفات للعالم الاجتماعى. ويتفاوت مدى التعميمات من التتظير حول عدد محدود من الظواهر إلى النظريات العامة الأكثر تجريدا عن المجتمع والتاريخ ككل. فى حيسن يعتقد البعض أن القضايا النظرية يجب أن تترجم إلى فروض إمبيريقية قابلة للقياس والملاحظة، وأن توضع موضع الاختبار المنهجى دائمًا. وهكذا، يجب علينا فى المثال الموضح أعلاه، أن نختبر الادعاءات حول المدوافع، والمعنى الاجتماعى، وهكذا دوالميك. ويطلق على هذا الاتجاه عادة لفظ الوضعية وهى تسمية تساعدنا كثيرا على أية حال. و أخيرا، يذهب فريق آخر إلى القول بأن النظرية يجب أن تفسر الظواهر، وتحدد الآليات العلية و العمليات التى تتجلى آثارها أمام ناظرينا، على الرغم من أنها هى ذاتها لا يمكن ملاحظتها مباشرة. فعلى سبيل المثال، قد يستخدم الماركسيون التتاقض المفترض بين قوى وعلاقات الإنتاج (غير القابل للملاحظة) لتفسير التفاوت فى مستوى نمو الصراع الطبقى قابل للملاحظة). و أحياناً ما يطلق على هذه الرؤية تعيير الواقعية.

كذلك قد يطلق مصطلح النظرية الاجتماعية على نظريات المجتمع البالغة العمومية، فيطلق على منظورات مثل البنائية الوظيفية أو الفينومينولوجيا أو الماركسية والتى تنطوى على أغلب أو كل المعلوم الاجتماعية. ويفضل البعض أن يطلق على هذا المستوى "الفلسفة الاجتماعية".

خطوات بناء النظرية الاجتماعية

نموذج النظرية

وهو الخطوة الأولى والأساسية الكبرى في عملية التنظير وهي الأدوات وهو يتركب من صياغة مفاهيم معينة عن الظواهر مثل (اتجاه الصراع) أو (الوظيفة البنائية)

المفاهيم

يتضمن أي نموذج مفاهيم وهي عبارة اسم أو عنوان لفئة من الظواهر مثل (الشخصية والطبقة الاجتماعية)

العلاقة بين المفاهيم

تأكيد علاقة المفاهيم ببعضها البعض وذلك بأن تكون مرتبطة منطقياً ونظرياً

الإجراءات

تحتاج لمفاهيم وحالات العلاقات إلى أن تعرف تجريبياً (تعريف إجرائي)

المنهج

وهي تتضمن المنهج التجريبي لاختبار الفروض

تحليل البيانات

عادة يستخدم التحليل الفني والإحصائي لتحليل البيانات

تفسير البيانات أو النتائج

تقييم النتائج

تاريخ

علم الاجتماع قبل الكلاسيكي

قبل القرن التاسع عشر، كَانتْ النظريات الاجتماعية الكلاسيكية بشكل كبير سردية ومعيارية، مصاغة في شكلِ قصّةِ، وتفترض دعم ووجود المبادئِ الأخلاقيةِ وتَوصي بتصرفات أخلاقيةَ. في هذا الوقت، كان من المحتملُ إيجاد علماء نظريين اجتماعيين كشخصيَّات دينية.

كان أبرز شخصيتين ساهما في علم الاجتماع في تلك الفترة توماس الأكويني والقديس أوغسطين، اللذان اهتما بشكل خاص بتشكيل مجتمع عادل. كان أوغسطين يَصِفُ المجتمع الروماني القديم لكن من خلال كراهيته للمعتقدات الرومانية القديمة، وفي ردِّ فعل واضح وضع نظرية مدينة الله. إذا ذهبنا خارج الغرب، نَجِدُ نفس الحالةِ عند «العالم النظري الاجتماعي» الصيني، السيد كونغ الذي فسّرَ المجتمع العادل ووَصفَ المجتمعَ الواقعي على أنه ولايات متحاربة.

لاحقاً، أيضاً في الصين، أوصىَ موزي بان يكون عِلْم الاجتماع أكثر مصلحية، لكن أن يبقى أخلاقيَا أساسا.

علم الاجتماع الكلاسيكي

في القرن التاسع عشر ثلاث نظرياتِ كلاسيكيةِ عظيمةِ أحدثت تغييرِا تأريخيِا واجتماعيِا: تطورية اجتماعية وهي نظرية تشكل (دارونية اجتماعية جزء منها)، نظرية الدورة الاجتماعية ونظرية الماركسية المادية التاريخية. تلك النظرياتِ كَأنت تشترك بعامل مشتركُ واحد: كانوا جميعاً يتفقون بأنّ تاريخ الإنسانية يتبع طريق ثابت مؤكد، على الأغلب يضمن تقدم اجتماعي. هكذا، كُلّ حدث ماضي لا يحدث فقط بترتيب زمني، لكن يرَتبطَ بشكل طبيعي مع الأحداثِ الحالية والمستقبليةِ. افترضتْ تلك النظريات بأنّ دراسة تسلسل تلك الأحداثِ، سيُمْكِنُ عِلْم الاجتماع من أن يَكتشفَ قوانين التاريخ.

العالم النظري الأول هيربرت سبينسر آمنَ بشكل كبير بمبدأ "البقاء للأصلح "وأوصىَ تجنّبَ العملِ الحكوميِ الذي يساعد الاشتراكيات السيئة (بنظره). كما كذّب مع كونت أسس نظرية الداروينية الاجتماعية.

علم الاجتماع الحديث

النظرة الكلاسيكية، قريبة من النظرة تاريخية، انتقدتَ مِن قِبل العديد مِنْ علماءِ الاجتماع والفلاسفةِ الحديثينِ، بينهم كارل بوبر، روبرت نيسبر، تشارلز تيلي وإمانويل فالرشتاين.

تُمثّلُ النظرياتُ الاجتماعيةُ الحديثةُ النسخةِ المتقدّمةِ للنظرياتِ الكلاسيكيةِ، مثل التطورية الحديثة أَو البيولوجيا الاجتماعية، أَو النظرية العامّة للذاتيّةِ وخَلْقِ المجتمعِ. الإرادة الحرّة والاختيار وأهمية الأحداثِ المتقلّبةِ العشوائيةِ هي أمور صعبة التفسير بالنسبة للمدرسة الحتمية القديمة. هكذا أغلب علماءِ اجتماع الحديثين لا يَعتبرونَ وجود تَوحيد عظيم ل ' قوانين التاريخِ '، لكن هناك قوانينَ أكثرَ تخصصا وأضيق مجالا حول التاريخِ.

انظر أيضاً