معاوية بن خديج

(بالتحويل من معاوية بن حديج)

معاوية بن خديج، وقيل معاوية بن حديج ابن جفنة بن قتيرة الكندي الخولاني المصري، صحابي على قول الأكثرين، شهد فتح مصر، وهو الذي وفد إلى عمر بفتح الإسكندرية.

شهد مع عبد الله بن سعد بن أبي السرح قتال البربر، وذهبت عينه يومئذ، ووليّ حروباً كثيرة في بلاد المغرب. كان عثمانياً في أيام علي ببلاد مصر، ولم يبايع علياً بالكلية. فلما أخذ معاوية مصر أكرمه ثم استنابه بها بعد عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنه ناب بها بعد أبيه سنتين، ثم عزله معاوية، وولى معاوية بن خديج، فلم يزل بمصر حتى مات بها في سنة 52 هجرية.‏

أهم ملامح شخصيته

ظهرت علي معاوية بن حديج ‎رضي الله عنه صفات حميدة، وهو جدير‎رضي الله عنهأن يتخلق بها ومنها:

الشجاعة والإقدام فقد شهد فتح مصر وذهبت عينه في غزوة النوبة مع بن أبى السرح وغزا المغرب مرارا آخرها سنة خمسين.(1)

غزا معاوية بن حديج السكوني إفريقية سنة أربع وثلاثين وكان عاملا على مصر فغزاها ونزل جلولاء وقاتل مدد الروم الذي جاءها من قسطنطينية لقيهم بقصر الأحمر فغلبهم وأقلعوا إلى بلادهم وافتتح جلولاء وغنم وأثخن.(2)

واتصف ‎رضي الله عنه بالجرأة في الحق والوقوف في وجه الفساد والظلم ومن الأمثلة على ذلك ما حدث مع ابن أخت معاوية عبد الرحمن بن أم الحكم عندما أرسله معاوية ليكون واليا على مصر. فقد ولاه معاوية بن أبي سفيان ‎رضي الله عنه مصر فلما سار إليها تلقاه معاوية بن حديج على مرحلتين من مصر فقال له ارجع إلى خالك معاوية فلعمرى لا ندعك تدخلها فتسير فيها وفينا سيرتك في إخواننا أهل الكوفة فرجع ابن أم الحكم إلى معاوية ولحقه معاوية بن حديج وافدا على معاوية فلما دخل عليه وجد عنده أخته أم الحكم وهي أم عبد الرحمن الذي طرده أهل الكوفة وأهل مصر فلما رآه معاوية قال بخ بخ هذا معاوية بن حديج فقالت أم الحكم لا مرحبا به تسمع بالمعيدى خير من أن تراه فقال معاوية بن خديج على رسلك يا أم الحكم أما والله لقد تزوجت فما أكرمت وولدت فما أنجبت أردت أن يلى ابنك الفاسق علينا فيسير فينا كما سار في إخواننا أهل الكوفة فما كان الله ليريه ذلك ولو فعل ذلك لضربناه ضربا يطأطئ منه رأسه أو قال لضربنا مصاصا منه وإن كره ذلك الجالس فالتفت إليها معاوية بن أبى سفيان فقال كفى.(3) فهذا درس يجب علي المسلمين أن يتعلموه، قول الحق ولو كان مر، والأمر بالمعروف.

من مواقفه مع الصحابة

له موقف مع عمر بن الخطابرضي الله عنه عندما بعثه عمرو بن العاص يخبر أمير المؤمنين بفتح الإسكندرية.

يقول معاوية بن حديج: بعثني عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية فقدمت المدينة في الظهيرة فأنخت راحلتي بباب المسجد ثم دخلت المسجد فبينا أنا قاعد فيه إذ خرجت جارية من منزل عمر بن الخطاب فقالت: من أنت؟ قلت: أنا معاوية بن حديج رسول عمرو بن العاص فانصرفت عني ثم أقبلت تشتد فقالت: قم فأجب أمير المؤمنين: فتبعتها فلما دخلت فإذا بعمر بن الخطاب يتناول رداءه بإحدى يديه ويشد إزاره بالأخرى فقال: ما عندك؟ قلت: خير يا أمير المؤمنين فتح الله الإسكندرية فخرج معي إلى المسجد فقال للمؤذن: أذن في الناس: الصلاة جامعة فاجتمع الناس ثم قال لي: قم فأخبر الناس فقمت فأخبرتهم ثم صلى ودخل منزله واستقبل القبلة فدعا بدعوات ثم جلس فقال: يا جارية هل من طعام؟ فأتت بخبز وزيت فقال: كل فأكلت على حياء ثم قال: كل فإن المسافر يحب الطعام فلو كنت آكلا لأكلت معك فأصبت على حياء ثم قال: يا جارية هل من تمر؟ فأتت بتمر في طبق فقال: كل فأكلت على حياء ثم قال: ماذا قلت يا معاوية حين أتيت المسجد؟ قال: قلت أمير المؤمنين قائل، قال: بئسما ظننت - لئن نمت النهار لأضيعن الرعية ولئن نمت الليل لأضيعن نفسي فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية؟

قام معاوية بن حديج ‎رضي الله عنه بالتوسط بين عمرو بن العاص ومعاوية لما صار الأمر في يدي معاوية استكثر طعمة مصر لعمرو بن العاص ما عاش؛ ورأى عمرو أن الأمر كله قد صلح به وبتدبيره وعنائه وسعيه فيه وظن أن معاوية سيزيده الشام مع مصر فلم يفعل معاوية؛ فتنكر عمرو لمعاوية فاختلفا وتغالظا وتميز الناس وظنوا أنه لا يجتمع أمرهما فدخل بينهما معاوية بن خديج فأصلح أمرهما وكتب بينهما كتابا وشرط فيه شروطا لمعاوية وعمرو خاصة وللناس عامة وأن لعمرو ولاية مصر سبع سنين وعلى أن على عمرو السمع والطاعة لمعاوية. وتواثقا وتعاهدا على ذلك وأشهدا عليهما به شهودا؛ ثم مضى عمرو بن العاص على مصر واليا عليها وذلك في آخر سنة تسع وثلاثين فوالله ما مكث بها إلا سنتين أو ثلاثا حتى مات.(4)

بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

عن معاوية بن خديج قال: سمعت رسول الله يقول: غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها.(5)

وعن معاوية بن حديج أن النبي صلي يوما فسلم وانصرف وقد بقي عليه من الصلاة ركعة فأدركه رجل فقال: نسيت من الصلاة ركعة فرجع فدخل المسجد وأمره بلالا فأقام الصلاة فصلى بالناس ركعة فأخبرت بذلك الناس فقالو: أتعرف الرجل؟ فقلت: لا إلا أن أراه فمر بي فقلت: هو هذا فقالو: هذا طلحة بن عبيد الله.(6)

الوفاة

لما أخذ معاوية بن أبى سفيان مصر أكرمه (يعنى أكرم معاوية بن حديج) ثم استنابه بها بعد عبد الله بن عمرو بن العاص فانه ناب بها بعد أبيه سنتين ثم عزله معاوية وولى معاوية بن خديج فلم يزل بمصر حتى مات بها سنة اثنين وخمسين.(7)

المرجع

ملف:Islam symbol green gradation2.svg هذه بذرة مقالة عن حياة أو قصة صحابي تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.