معاذ بن عفراء هو معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد الأنصاري المعروف بابن عفراء نسبة لأمه، شهد بدر وأحد والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إسلامه وملامح شخصيته
لما حضر موسم الحج، حج نفر من الأنصار منهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ورافع بن مالك وذكوان بن عبد قيس وعبادة بن الصامت ويزيد بن ثعلبه وأبو الهيثم بن التيهان، وأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرهم أن الله اصطفاه بنبوته وكرامته، وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به، وكان معاذ بن عفراء أول من امن من الأنصار، وكانوا من أسباب إسلام أهل المدينة، وقد ذكر ابن سعد في طبقاته:
|
أخبرنا أبو أحمد بإسناده، عن الواقدي قال: حدثنا بن أبي حنيفة عن داود بن الحصين قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فمر في أهل يثرب على يمينه نفر: معاذ بن عفراء، وأسعد بن زرارة، ورافع بن مالك، وذكوان بن عبد قيس، وعبادة بن الصامت، ويزيد بن ثعلبه، وأبو الهيثم بن التيهان، وعويمر بن ساعدة، فعرض عليهم الإسلام فأسلم معاذ، وقال رافع بن مالك: دعني أستخير، فكتب على بعض سهامه محمد رسول الله وضرب بها فخرج المكتوب عليه ذلك ثلاث مرات فأسلم، ثم أسلم الباقون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تمنعون لي ظهري حتى أبلغ رسالة ربي) فقالوا: إنما نحن أعداء متباغضون وإنما كان بعاث العام الأول، وأن تقدم ونحن كذلك لا يكون لنا عليك اجتماع وموعدك الموسم من العام المقبل
|
|
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معمر بن الحارث ومعاذ بن عفراء، وتميز معاذ بن عفراء بالشجاعة وحب التضحية في سبيل الله، وكان مع الصحابي معاذ بن الجموح من قتلا أبو جهل:
|
عن عبد الرحمن بن عوف قال إني لواقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما فتمنيت لو كنت بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال يا عم هل تعرف أبا جهل قلت نعم فما حاجتك إليه قال أنبئت أنه يسب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سواده سوادي حتى يموت الأعجل منا فغمزني الآخر فقال لي قوله قال فعجبت لذاك قال فلم ألبث أن رأيت أبا جهل في الناس قال فقلت لهما ألا تريان ها ذاك صاحبكما الذي تسألان عنه قال فابتدراه بسيفيهما يغربانه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فأخبراه فقال أيكما قتله فقال كل واحد منهما أنا قتلته فقال هل مسحتما بسيفيكما قالا لا قال فنظر رسول الله {صلى الله عليه وسلم} السيفين فقال كلاكما قتله وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح قال والرجلان معاذ بن الجموح ومعاذ بن عفراء
|
|
وفاته
عاش معاذ بن عفراء إلى زمن عثمان بن عفان وقيل أنه مات في خلافة علي بن أبي طالب.
المصادر
- الطبقات الكبرى لابن سعد.
- الاصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني.
- الأوائل لابو هلال العسكري.