عثمان دان فوديو
عثمان دان فوديو أو عثمان بن فودي (ولد 1168 هـ / 1754م - توفي في 1818 م ـ 1233 هـ) مؤسس و سلطان خلافة سوكوتو.
نشأته
ولد عثمان في بلدة 'طفل' على أطراف إقليم جوبير شمال نيجيريا الآني ، وكلمة فودي تعنى الفقيه واسمه الأصلي محمد ، فلقد كان والده معلم القرآن والحديث في قريته، وينتسب عثمان إلى قبيلة الفولاني العريقة في الإسلام، درس اللغة العربية وقرأ القرآن وحفظ متون الأحاديث.
كان لهذه التربية والجو الإيماني الذي نشأ فيه [عثمان] أثر بالغ في تكوين شخصيته وتوجهاته، كان مجتنباً لما اعتاد عليه قومه من أساليب في الحياة، شديد الكره والعداء للقبائل الوثنية في إقليم جوبير الذي ولد فيه، لذلك قرر عثمان مرافقة أبيه في رحلته الطويلة إلى الحج، وذلك وهو في سن الشباب .
مسيرته
أما أهم أساتذته على الإطلاق فقد كان الشيخ "جبريل" الذي قام بواجبه تجاه تلميذه مرتين: الأولى عندما قدم للشيخ علوما مفيدة ساهمت في تكوين شخصيته العلمية والسياسية، والثانية عندما كان أول من بايعه على الجهاد في سبيل نشر الإسلام في تلك المنطقة، واعترف له بالولاية وعقد له الراية. وفي المقابل لم يكن "الشيخ" أقل سموا من معلمه؛ فقد كان يردد بشكل دائم هذا البيت من الشعر:
![]() |
إن قيل فيَّ بحسن الظن ما قيلَ فموجة أنا من أمواج جبريلا | ![]() |
لما قدم مكة المكرمة، والدعوة السلفية للشيخ محمد بن عبد الوهاب في أوج قوتها وانتشارها، التقى مع المشايخ والدعاة السلفيين وسمع منهم الدعوة السلفية،
عاد إلى بلاده في إقليم جوبير في شمال نيجيريا، وفى نيته نشر الدعوة في بلاده، فأخذ في دعوة أهله وإخوانه إلى محاربة البدع و الوثنية، فاستجاب لدعوته كثير من أبناء قريته طفل، فأسس حركة دعوية وأطلق عليها اسم الجماعة.
أخذت دعوته وحركتها المسماة بالجماعة تنتشر بين القبائل الإفريقية، ودخل فيها أفراد من عدة إمارات، ومن شعوب عدة منها الهاوسا، والطوارق، والكانوري والزنوج، إضافة إلى قبيلته الأصلية الفولاني التي كانت أكثر القبائل انضماماً لدعوته وحركته، ثم حققت دعوة عثمان بن فودي نجاحاً كبيراً في نشر الإسلام بين القبائل الوثنية المنتشرة في شمال وجنوب نيجيريا، ويوما بعد يوم ازدادت جماعته قوة واتساعاً.
المواجهة
ضاق من ملوك إقليم جوبير وكانوا من الوثنيين من نشاط جماعة عثمان بن فودي ، قرر أمراء 'جوبير' الوثنيون إتباع أسلوب المواجهة المسلحة .أرسل هؤلاء الأمراء يتهددون الجماعة السلفية، ويتوعدون زعيمها [عثمان بن فودي] بأشد أنواع الوعيد والتهديد، فعندها اجتمع المجاهد العظيم مع رفاقه، واستشارهم في كيفية مواجهة هذه التهديدات، فأشار الجميع وهو أولهم بوجوب إعلان الجهاد سنة 1804 ـ 1218 هـ.
بمجرد أن أعلن الجهاد على الوثنيين حتى أتاه الكثير من المسلمون من شمال نيجيريا يبغون نصرته، وفى نفس الوقت جاءت مساعدات كبيرة لأمراء جوبير من باقي إمارات الهاوسا غرب نيجيريا، وانتصرت الدعوة السلفية على الجماعات الوثنية وأصبح عثمان بن فودي أميراً على المنطقة الواقعة في شمال غرب نيجيريا، وبايعه المسلمون هناك أميراً عليهم، وتلقب من يومها بالشيخ ، واتخذ من مدينة سوكوتو في أقصى الطرف الشمالي الغربي لنيجيريا مركزا لدعوته وذلك سنة 1809 ـ 1223 هـ.
الدولة الإسلامية
قرر عثمان بن فودي العمل على بناء دولة إسلامية، وتوسيع رقعة الإسلام بالجهاد ضد القبائل الوثنية فإتبع إستراتيجية الجهاد على عدة محاور، وضم الشعوب الإسلامية تحت رايته، فضم إليه عدة شعوب وقبائل مسلمة كانت متناثرة ومختلفة فيما بينها، وبدأ بالتوسع في ناحيتي الغرب والجنوب الغربي، حيث قبائل اليورومبا الكبيرة، والتي هي أصل الشعوب الساكنة في النيجر ونيجيريا، فدانت له هذه القبائل ودخلت في دعوته، وأخذت الدولة الإسلامية في الاتساع شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت من أقوى الممالك في إفريقيا وقتها .
وصلات خارجية
مراجع
cs:Usman dan Fodio de:Usman dan Fodio Usman dan Fodio]] es:Usman dan Fodio fr:Usman dan Fodio gl:Osman Dan Fodio ja:ウスマン・ダン・フォディオ no:Usman dan Fodio pnb:عثمان دان فودیو ur:عثمان دان فودیو yo:Usman dan Fodio zh:奥斯曼·丹·福迪奥