عبد الله بن محمد المشرفي الوهبي التميمي



أمير البيارق هو الأمير عبد الله بن محمد بن عقيِّل المشرفي الوهبي التميمي يرجع نسبه إلى المشارفة من الوهبة من بني تميم، ولد عام 1295هـ في قصر ابن عقيّل بمنطقة القصيم. نشأ وتربى فـي كنف والده، حفظ القرآن الكريم على عدد من المشائخ. تعلّم الفروسية وهو صغير السن وساعده في ذلك الزمن الذي ترعرع فيه حيث كانت الحروب والمناوشات بين القبائل بعضهم مع بعض وبين أبن سعود وخصومه من جهة أخرى. أبلى بلاءً حسناً إبّان توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية. يعتبر من أعيان ومشاهير أهل القصيم. عرف عنه الكرم والشجاعة. بدأ اتصاله بالملك عبد العزيز قبل معركة الوادي (1) والمعروفة (معركة الشنانة) فــي رجـب 1322هـ واشترك فيها أثناء حصار قصر ابن عقيّل والتي انتصر فيها ابن سعود على خصمه ابن رشيد وهي المعركة الحاسمة في تاريخ التأسيس.

سبب تسميته امير البيارق

انه سار بأمر الملك عبد العزيز لاخماد حركة ابن رفادة

ومعه أكثر من عشرين بيرق لعدة قبائل أكثرها لقبيلة عنزة

وهذه أسماء أصحاب البيارق نقلتها من دواوين بني رشيد

أسماء الشيوخ التي وردة في وثيقة ابن عقيل الذي كتبة لي الملك عبد العزيز 7 شوال 1344 هـ

مطلق بن رشدان جعفري من قبيلة عنـزة

جريبيع بن سويلم غضوري من قبيلة عنـزة

محسن الفهيقي من الفهيقات

ابن فريح من قبيلة عنـزة

محمد فرحان الايدا ولد علي من قبيلة عنـزة

فهد بن ظويهر غضوري من قبيلة عنـزة

هويمل المرتعد جعفري من قبيلة عنـزة

ابن براك براكي من قبيلة بني رشيد

ابن نومس حليف مع قبيلة بني رشيد

غازي بن هادي جلادي من قبيلة بني رشيد

نايف بن شميلان

قاسم بن كحيل من ولد علي من قبيلة عنـزة

منقرة من قبيلة بلي

شافي بن شامان بجيدي من قبيلة عنـزة

خلف بن زهوة من ولد علي من قبيلة عنـزة

محمد بن جبل فقيري من قبيلة عنـزة

علي بن مظهر من قبيلة عنـزة

عبيد منقرة من قبيلة بلي

الهايس الايدا من قبيلة عنـزة

سطام بن فنيدل عمودي من شمر

ابن فرحان من قبيلة بني عطية

خلف العواجي جعفري من قبيلة عنـزة

ابن سمرة ذيابي من قبيلة بني رشيد

هديبان مهيمزي من قبيلة بني رشيد

الفقرى من قبيلة عنـزة

أبو شامة بلوي

عوض بن نابت خمعلي من قبيلة عنـزة

بدر العواجي جعفري من قبيلة عنـزة

فيتضح من الوثيقة عدد بيارق كل قبيلة على النحو التالي :- (15 ـ بيرقا لقبيلة عنـزة / 6 ـ بيارق لقبيلة بني رشيـــد / 3ـ بيارق لقبيلة بلي ـ 1ـ بيرق واحد عطوي / 1ـ بيرق واحد ابن عقيل/ 1ـ بيرق واحد من قبيلة شمر)

وعدد الجيش 2183

اعماله

عمل مستشاراً للأمير تركي بن عبد العزيز أمير القصيم –الابن الأول للملك عبد العزيز– في 13/2/1324هـ واستمر لمدة سنتين. شارك في حصار بريدة عام 1326هـ. قام بجباية زكاة قبيلة حرب. وفي عام 1340هـ شارك في حصار حائل. وفي عام 1343هـ عينه الملك عبد العزيز أميراً على الجوف إلى عام 1345هـ قاد خلالها عدة سرايا لتأديب القبائل العراقية على الحدود المشتركة مع المملكة. وفي عام 1346هـ تولى قيادة عدة جيوش في شمال المملكة للقضاء على الحركات المناوئة مثل: حركة أبو طقيقة حاكم ضبا، وتمرد بنو عطية في تبوك، والحويطات وابن معتاد وغيرهم.

ولعلنا نتوقف قليلاً في إمارته للجوف، فقد ذكر الرحّآلة محمد شفيق أفندي مصطفى في كتابه: في قلب نجد والحجاز بعض المواقف المشرفة مع الأمير ابن عقيّل حيث قال في ص 34: ووصلنا إلى بلدة الجوف فما علم رجال أميرها عبد الله محمد ابن عقيّل بقدومنا حتى خفوا إلى لقاءنا، وكان الأمير ذاته على أبواب المدينة في انتظارنا ليحيينا ويدعونا لضيافته باسم الملك ابن السعود، وهكذا لبينا الدعوة شاكرين. وفي ص 35 قال الرحالة: قد قدّم لي أمير الجوف من لحم الغزال والنعام طعاماً على مائدته فلم أزدرده بشهية لعدم اعتيادي تناوله ولكنهم يعدونه أفخر اللحوم وأجلها شأناً في إكرام خاصة ضيوفهم. ولا يفوتني أن أذكر أن الأمير عبد الله ابن عقيّل لم يكن بدوياً قحاً كأكثر أمراء الجزيرة ولكنه على جانب من العلم والإطلاع غير قليل، وبلاده تحكم طبقاً لأحكام الشرع. على أن مما يوجب العجب أن جريمتي السرقة والزنا تكاد أن تكونا معدومتين قطعياً في تلك البلاد. وأذكر أن أحدهم حضر إلى مجلس الإمارة أمامنا وأبلغ أن كيساً من البُن ضاع منه على مسيرة أربعة أيام من الجوف وهو قادم من جهة حائل ومضى إلى حال سبيله، وحدث بعد يومين أن حضر رجل كان قد سلك هذا الطريق فسأله الأمير عما إذا كان قد وجد شيئاً في الطريق أثناء سفره؟ فقال أنه وجد كيساً من البُن، فسأله الأمير: ومن أين عرفت أن به بناً؟ فأجابه بأنه جسّه من الظاهر بعصاه ثم تركه مكانه، فما كان من الأمير إلاّ أن أمر بضربه خمسين عصا، وهنا رأيت أن أسأل الأمير عن سبب إنزال هذا العقاب بالرجل وهو لم يسرق. فأجابني قائلاً: كان يجب عليه أن يرى الكيس ولا يلمسه حتى يأتيه صاحبه فيأخذه.

وقصّ عليّ الأمير على سبيل التدليل على أمانة أهل نجد وبعدهم عن اقتراف السرقة مهما بلغ شأنها أن يرى أحدهم الذهب في الطريق فلا تمسه يده مهما كان فقيراً معدماً. وقبل أن نغادر الجوف قص عليّ الأمير أن جماعة من السواح الأمريكان والإنجليز طالما حاولوا ارتياد ما بعد الجوف بحجة الاستطلاعات العلمية والجغرافية فلم يأذن لهم الملك ابن السعود مخافة أن يكون لهم شأن آخر كهاتيك الشئون الاستعمارية التي بدأها أمثال هؤلاء في غير بلاد العرب بمثل تلك الأسباب ثم كانت النتيجة بلاء على أهلها. انتهى كلام الرحّآلة.

وفي عام 1347هـ شارك في معركة السبلة. وفي عام 1348هـ شارك مع الأمير عبد العزيز بن مساعد في معركة الدبدبة. وفي عام 1350هـ كلّفه الملك عبد العزيز بجباية زكاة قبائل حرب وعتيبة ومطير وهتيم وما خالطهم من القبائل.

كان من الرجال الموثوقين الذين يسند إليهم الملك عبد العزيز المهمات الصعبة، ففي عام 1351هـ كلفه الملك عبد العزيز بالقضاء على حركة حامد بن رفادة وخاض معه عدة معارك حتى هزمه. يقول الشيخ محمد بن دغيثر أحد كبار مسئولي البرقيات في عهد الملك عبد العزيز : أن الملك عبد العزيز يختار لجيشه الموثوقين، مثل الملك فيصل في حرب اليمن، والأمير عبد العزيز بن مساعد في القضاء على عزيز الدويش، وعبدالله بن عقيِّل للقضاء على حركة ابن رفادة (2).

سبب تسميته أمير البيارق

وقد لقب بأمير البيارق نظراً لكثرة الحروب والسرايا والجيوش التي قادها أيام توحيد المملكة العربية السعودية والتي من أهمها القضاء على ابن رفادة حيث تعددت البيارق والجيوش وتعددت القبائل في تلك المعركة. ويعتبر من مشاهير الجزيرة العربية (3)..

في عام 1353هـ ولاّه الملك عبد العزيز إمارة جازان وأثناء تلك الفترة كلفه برئاسة الوفد السعودي بلجنة ترسيم الحدود السعودية اليمنية عام 1354هـ (4). استمر في جازان حتى 21/5/1355هـ حيث استدعاه الأمير فيصل بن عبد العزيز أمير الحجاز في ذلك الوقت لأداء بعض المهام هناك.

وفاته

بعد ذلك عاد إلى بلدة قصر ابن عقيّل لتولي الإمارة هناك حيث كان يشغلها بعد وفاة والده عام 1325هـ بتعيين من الملك عبد العزيز. وفي عام 1377هـ عيّنه الملك سعود بن عبد العزيز مستشاراً برئاسة الحرس الوطني واستمر في ذلك حتى أحيل على التقاعد عام 1382هـ. وبعد معاناة مع المرض الزمه الفراش طويلاً سافر في رحلة علاجية خارج المملكة (للنمسا) عام 1383هـ ثم رجع بعدها وتوفي في 20/5/1385هـ (5). ودفن بمقبرة العود بالرياض. وجزاه عمّا قدّم لدينه ومليكه ووطنه خير الجزاء.

المراجع

(1)أمين الريحاني : نجد وملحقاته ط 3 ص 146. بولس سلامة : ملحمة عيد الرياض 1966م. (2)د.عبد الرحمن بن سبيت وآخرون : كنت مع عبد العزيز، 1408هـ المجلد 1 ص 332. (3)عبد الكريم بن حمد الحقيل : من مشاهير الجزيرة العربية، ط1، 1417هـ، ج 1، ص 145. (4)د.عبد الله القباع : العلاقات السعودية اليمنية. (5)د.عبد الرحمن بن سبيت وآخرون : كنت مع عبد العزيز، 1408هـ المجلد 1 ص 421.