عباس الأول الصفوي

(بالتحويل من عباس الأكبر)

الشاه عباس الأول (27 يناير 1571 - 19 يناير 1629) كان الحاكم الأكثر سمواً من سلالة الصفويين. كان يعرف أيضاً باسم عباس الأكبر (بالفارسية: شاه عباس بزرگ). تبوأ شاه عباس [الأول] في السادسة عشر من في بداية شهر أكتوبر عام 1588، وهو في السادسة عشرة من عمره، عرش فارس المتهاوي بعد أن أنهكته عشر سنين من القلاقل والاضطراب، وبعدما تمرد على أبيه محمد خدا بنده وسجنه.

في وسط الفوضوية العامة في بلاد فارس، عين عباس الأكبر حاكماً على خراسان، في عام 1581، ووصل إلى العرش الفارسي بمساعدة مرشد غولي أوستاجلو، الذي قُتِل لاحقاً في يوليو عام 1589. وهو مصمم على رفع الثروات الساقطة من بلاده، أفرغ جهوده أولاً ضد الأوزبكيين الذين احتلوا خراسان. بعد كفاح طويل وحاد، استعاد مشهد، وهزمهم في معركة عظيمة قرب هرات في 1597، وأبعدتهم من بلاده. حرك عاصمته من قزوين إلى أصفهان في عام 1592. توفي في التاسع عشر من يناير عام 1629.

صراعه مع العثمانيين

خاض العديد من المعارك مع العثمانيين وطلب مساعدة الملك الإسباني في تقديم دعم حربي خلال حروبه مع العثمانيين وذلك خلال استقباله مبعوث الملك الإسباني في مدينة مشهد سنة 1602. توصل عام 1612، 998 هـ إلى صلح اسطنبول مع الامبراطورية العثمانية الذي أنهى إلى حين الحرب الطويلة بين الجانبين.

علاقته مع البرتغاليين

طلب مساعدة الملك الإسباني في حربه مع العثمانيين وكانت علاقته مع البرتغاليين والأسبان علاقة مد وجزر. قام عام 1603 بمحاصرة بندر عباس مما اضطر ملك إسبانيا لالتماس فك الحصار، فأجاب طلبه. قام عام 1614 بانتزاع جمبرون نهائياً من أيدي البرتغاليين حيث دمرت القلعة البرتغالية وبنيت قلعة جديدة على أطلالها.

علاقته مع الإنجليز

أنشأ علاقة طيبة مع الإنجليز من خلال شركة الهند الشرقية البريطانية التي حصلت على فرمان عام 1615 بالحصول على امتيازات خاصة في بلاد فارس.

التحالف الأنكلو-فارسي

قام تحالف بين شاه فارس والإنجليز على طرد البرتغاليين واقتسام الغنيمة التي كانت احتكار التجارة في الخليج والسيطرة على هرمز.

الفنون في عهد الشاه

بعدما قضى شاه عباس على خصومه التفت إلى السياسة الداخلية لبلاده. وشيد القصور وخانات القوافل مؤمنًا أن تعمير بلاده هدف أنبل من الغزو؛ فاتجه إلى النهوض يالزراعة وتشجيع التجارة caravanserai. ونقل حاضرته عام 1600 إلى أصفهان ومن تم عَبَّد بها الطرق الواسعة الفخمة وشيد المباني الفاخرة، مثل مسجد شاه وميدانه الشهير، وقصر عالي قابو، وقصر الأعمدة الأربعين (جهل ستون Chihil Sutun) وجسر علي وردي خان، وانتشرت في عهده الصور الجدارية. كما شهد عصر شاه عباس انفتاح فارس على الغرب، فتوافد السفراء والتجار والرحالة والفنيون على أصفهان وغيرها من المدن الكبرى.

وإذا كانت الفنون في عهد شاه عباس بعامة - العمارة والنسيج والسجاجيد والخزف - محل الثناء والإعجاب إلا أن عين الخبير لا تلبث أن تلحظ أن ضمور قد أصاب حيويتها وقوتها الخلاقة؛ إذ أصبح إنتاج الخزف يتم بالجملة محاكيًا النماذج والأشكال الصينية، كما افتقدت تصميمات زخارف الأنسجة والسجاجيد حيويتها وتدهورت ألوانها. وباتت المنمنمات المصورة، التي كانت ترسم بعيدة عن رعاية القصر، أقل أرستقراطية من الماضي، وذلك أنه بعد أن فقد شاه طهماسب (1514 - 1576) اهتمامه بالتصوير سمح لبعض مصوري المكتبة الملكية بممارسة التصوير لحسابهم الخاص، فأصبحت المخطوطات الفاخرة في النصف الثاني من القرن 16 نادرة، بينما شاعت الصور والرسوم الشعبية المنعتقة من سيطرة الحكام رعاة الفن. كذلك قفز إلى الوجود عامل آخر في نهاية القرن هو أثر الفن الأوربي، كما بدت المخطوطات لا تعاون فيها بين العناصر التي تقوم بترقين الكتاب، فغدت التصاوير تقتحم الهوامش في تطفل شديد، كما جاء الترقين رتيبًا ونوعية الأصباغ منحطة، وباتت نماذج الشخوص المصورة سوقية تفتقر إلى الوقار. ومن العسير تحديد تاريخ تلك الصور والرسوم الشعبية أو نسبتها إلى فنان معين على الرغم من التواريخ والتوقيعات المسجلة عليها نظرًا لذوبان الأساليب واندماجها تدريجيًا بعضها في بعض، كما غدت المصورات القديمة موضع تقليد الفنانين المحدثين.

وشاع تصوير الغلمان المخنثين والخصيان وهم يثبتون زهورًا طويلة الغصون فوق عمائمهم أو يلفون رؤوسهم بمناديل شأنهم في ذلك شأن النساء، بل ويرتدون ثيابًا أنثوية أو عمائم ضخمة أو قلانس رأس على شكل المروحة ذات حافات من الفراء عم استعمالها في عهد شاه عباس.

وكان معظم شخصيات النساء المصورة من بين الراقصات أو المحظيات تزهو ثيابهن الحريرية والمطرزة بالقصب على ثياب الرجال، وتسترسل شعورهن في غدائر على حين تتحلى عباءاتهن بالفراء، و تصبغ أكفهن وأقدامهن بالحناء بينما توشم أطراف الصبايا بزخارف متقنة، ولم يعد استخدام الجواهر مقصورًا على الرجال والنساء فحسب بل انتقل إلى عدة الخيل، وهو تقليد فارسي قديم.

وتختلف رسوم عهد شاه عباس عما سبقها؛ فروحها في أغلب الأحوال عصرية تعكس هنا وهناك أثر الاتصال بالغرب الأوربي، مع اتباعها التقاليد الفارسية التي تتحاشى الظلال والتجسيم والمنظور، وتلتزم أكثر ما تلتزم بالغاية الزخرفية. وبصفة عامة كانت لهذه الرسوم شعبية واسعة حيث حلت موضوعات تصوير المعيشة اليومية genre والصور الشخصية لعامة الناس بين المشاهد الخلوية محل الموضوعات التقليدية، فانتشرت صور الرعاة والدراويش والأطباء والحجاج والرحالة فضلاً عن مستنسخات الصور الأوربية والرسوم الهندية.

انظر أيضًا