رمز

(بالتحويل من رموز)

الرمز (بالإنجليزية: Symbol) يعني الرسم الذي يعبر عن شيء معين وعموما فأن العلامة ينبغي أن تنقل رسالتها بنظرة واحدة دون الحاجة لاية كلمات ومن المعروف أن قدماء المصريين والإغريق استخدموا العلامات ولكن أكثر من استخدم العلامات هم الرومان فقد اكتشفت أعداد كبيرة من العلامات بين أطلال مدن رومانية قديمة ومن العلامات التي عثر عليها ما يمثل الماعز للدلالة على حانوت لإنتاج اللبن، وزوج أحذية لمحل الأحذية. والحديث عن الرمز يجرنا للحديث عن «علم الرموز» أو "symbologie" وهو علم يتناول دراسة بعض العلامات المستخدمة ضمن ثقافة أو دين معين والرجوع إلى مصدرها الرئيس، بالإضافة إلى تأثيرها على الطقوس الدينية وطريقة تعامل الناس مع هذا الرمز سواء دينيا أو ثقافيا.

وقد وجد هذا العلم لأول مرة في منتصف السبعينات عن طريق أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة كورنيل يدعى "victor turner" والذي درس طرق تعامل واستخدام شعب أو جماعة معينين لرمز في طقوسهم الدينية وتأثير هذا الرمز على سلوكهم العام في المجتمع الذي يحيط بهم، ويختلف علم الرموز عن «الرمزية»، في أن الرمزية هي مجموع الرموز أو الإشارات التي ترسل رسالة ما، سواء كانت مخفية أو مدسوسة أو ظاهرة، بينما تعبر «السمبولوجيا» عن سلوك الفرد، أو عن الطقوس التي يدل عليها الرمز، وتكون عادة مرتبطة بفكرة دينية أو منهجية يتبعها الأفراد ويؤمنون بها، وهناك العديد من الرموز التي انتقلت عبر التاريخ وأصبحت تعبر عن فكرة مختلفة تماما عن الفكرة التي وجدت من أجلها.

الأنثروبولوجيا الاجتماعية

الرمز - فى أوسع معانيه - أى فعل أو شى يمثل شيئا آخر. أما الرمز بالمعنى الخاص فيقصد به أصغر وحدات الممعنى فى المجالات الدلالية للشعائر، أو الاحلام، أو الخرافة. والرمز فى التحليل النفسى فعل أو موضوع يمثل رغبة مكبوتة غير واعية. والرموز يمكسن أن ترمز عادة إلى أشياء كثيرة، أى أنها " إذا ما استخدمنا عبارة تيرنر (انظر كتابه: غابة الرموز، الصادر عام 1967) رموز متعددة الأصوات. ويلاحظ أن الصلة بين الرمز والمرموز له ليست تحكمية دائما، على نحو ما يجرى بالنسبة للعلامه، وإنما قد يدفع إليه نوع من الارتباط بين السمات (كاستخدام التاج رمزا للملكية).

ويرجع الفضل فى إجراء الكثير من البحوث عن الرموز والرمزية إلى علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية لا إلى علماء الاجتماع. وقد استخدمت -مثلا - الأنثروبولوجية البريطانية مارى دوجلاس فى كتابها: المطهارة والخطر، الصادر عام 1966، نماذج ثفافية مقارنة، شملت الهندوسية، والعهد القديم (التوراة)، والمعتقدات الغربية عن الصحة وحفظها، لكى توضح من خلالها أن القذارة ترمز للشى غير الملائم فى نظام التصنيف الذى يتبناه المجتمع. وقد ذهب كليفورد جيرتز، عالم الأتثروبولوجيا الثقافية الأمريكى، والمدافع البارز عن الآنثروبولوجيا الرمزية إلى أن السلوك الإنسانى رمزى فى الأساس، ومن ثم فهو محمل بالمعنى بالنسبة للفاعلين الاجتماعيين. والمهمة الأساسية للباحث الإثنوجرافى هى فهم "شبكات الدلالة" التى نسجها الناس بأنفسهم. لذلك يرى جيرتز أن الأنثروبولوجيا (وكذلك ضمنا: علم الاجتماع) ليست علما تجريبيا، يسعى وراء الكشف عن قوانين عامة، وإنما هى علم تفسيرى يبحث عن المعنى. وتعد دراسة كليفورد جيرتز المعنونة: "اللعب العميق: ملاحظات حول مصارعة الديكة فى جزيرة بالى"، المنشورة فى مجلة ديدالوس، عام 1972، نموذجا كلاسيكيا لأسلوبه فى التحليل الرمسزى.

انظر أيضاً