جسم مادي
الجسم المادي في علم الفيزياء هو جسم موجود في العالم المادي الملموس بكونه مجموعة كتل تحسب كواحدة. فعلى سبيل المثال تعدّ كرة الكريكيت جسم مادي واحد ولكنها أيضا هي نفسها تحتوي على اجزاء من المادة.
ففي علم الفلسفة؛ وبالأخص أحد أفرع ماوراء الطبيعة المسمى علم الوجود وهي دراسة عن الوجود؛ فالجسم المادي هو شيء ذو بعد يوجد خلال مسار محدد في الفضاء خلال زمن محدد. وهو على النقيض من الجسم المجرد مثل الجسم الرياضي و الجسم الافتراضي والتي لا تظهر في زمن أو مكان محدد
المفهوم العام للأجسام المادية هو أنه لديها القدرة على التمدد في العالم المادي، مع أنه توجد نظريات لفيزياء الكم و علم الكون الفيزيائي تحد منها.
في الفيزياء الكلاسيكية والميكانيك وفيزياء الكم وعلم الكون
- طالع أيضاً: فيزياء،نظرية الأوتار، وميكانيكا كلاسيكية
الجسم المادي هو جسم يمكن للنظريات الميكانيكا الكلاسيكية أو ميكانيكا الكم وكذلكالتجارب خلال أجهزة قياس أن تعطي وصفا له. ويشمل ذلك تحديد مسار لموقع ما خلال الفضاء وفي بعض الحالات اتجاهه في الفضاء، خلال فترة زمنية، وكذل عمل الوسيلة الممكنة لتغيير ذلك عن طريق بذل قوة.
في الفيزياء الكلاسيكية فإن الجسم المادي هو جسم له كتلة، وليس فقط طاقة، فهو ثلاثي الأبعاد، (أي يتمدد في الفضاء خلال أبعاد ثلاث) وله مسار لموقع واتجاه في الفضاء، وله فترة زمنية محددة. وهو موضوع دراسة في تجربة والموضوع الذي أشير إليه في قانون الفيزياء أو الفيزياء النظرية. ويمكن اعتبارها ككل، ولكن يمكن أن تكون توليفة من مجموعة أصغر من الأجسام المادية مثل الكرة وبروتون أو حتى الكوكب.
على سبيل المثال فإن قوة الجاذبية ستسارع الجسم إذا لم يكن لها دعم، مما يسبب في تغيير موقعها (وهذا يعني أنه سيكون سقوط حر). لكن ينبغي الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن يكون هناك أي قوة لتغير مكان الجسم فيما عدا معدل التغير في مكان الجسم، مما يعني أن سرعتها سوف تتغير بتأثير تلك القوى.
لكن في فيزياء الكم و علم الكون الفيزيائي هناك جدل ماإذا كانت بعضا من الجسيمات الأولية ليست أجساما، ولكنها مجرد نقطة غير قابلة للتمديد في الفضاء المادي خلال الزمكان، أو قد تمتد في بعد واحد على الأقل بالفضاء كما هو الحال في نظرية الأوتار أو نظرية-إم
عبد الرحمن بدوي
الجسم هو الموجود الممتد ذو الأبعاد الثلاثة: الطول، العرض، العمق. وللجسممقدار (حجم) وشكل، وثقل (وزن) وكتلة. وهو اما في حركة واما في سكون. وله خصائص: كهربائية، ومغناطيسية، وكيفيات ضوئية، وسمعية (صوتية) وحرارية.
ويعرف ديكارت الجسم بأنه في نهاية التحليل : مكان ملآن ، اذ لا يوجد خلاء ، وهو شيء ممتد يتميز بالمعية في حركة اجزائه.
يقول اسبينوزا ان الجسم كم ذو ثلاثة ابعاد ، ويتخذ شكلا أي حالا من احوال الامتداد.
اما عند ليبنتس فإن الجسم الفيزيائي مجموع من لأحادات monades به يكون الجسم الفيزيائي مظهراً ( او تجلباً manifestation ) للجسم المعقول.
ويقسم كنت الجسم الى ظاهري وديناميكي . ذلك أن الأجسام ، بما هي أجسام ، ليست أشياء في ذاتها ، بل ظواهر أو (تجليات) الأشياء في ذاتها . بيد أن الأجسام توجد بالفعل ، اعفي أن الأشياء تحتاج الى مركبات تجريبية محددة من حيث المكان ، بينها وبين بعض توجد علاقات ميكانيكية - ديناميكية . واذا تساءلت: هل للأجسام وجود حقيقي خارجا عفي، فإن الجواب هو أنه لا يوجد اجسام خارج حساسيتي ذلك أنها موجودات حسية قائمة في ملكة الامتثال
وفي الفلسفة امعاصرة شغلت مسألة الجسم فلسفة الظاهريات . وعقد لها سارتر فصلا في كتابه «الوجود والعدم » ( القم الثالث ، الفصل الثاني : الجسم ، ص ٣٥٣ -٤١٣، باريس سنة ١٩٤٣ ) وخلاصة رأيه أن الجسم يظهر تحت ثلاثة أبعاد انطولوجية . في البعد الأول ، الجسم هو « جسم من أجلي»، بحيث استطيع ان أفرر انني « اعيش جسمي » . وفي البعد الثاني ، الجسم هومن اجل ( أو : بالنسبة الى ) الغيراوأن الغيرهوبالنسبة الي جسم ، فالجسمية هنا غتلفة اختلافاً كلياً عن جسمي بالنسبة الي . وفي هذا البعد الثاني يمكني أن أقول : B جسمي يستعمله ويعرفه الغير» ولكن من حيث أنني من اجل ( أو بالنسبة الي ) الغير ، فإن الغير يتجلى لي بوصفه الذات الذي أنا بالنسبة اليه موضوع . واذن فأنا اوجد بالنسبة الى ذاقي بوصفي معروفاً بالنسبة إلى الغير، نخصوصاً في وقائعيته. فأنا اوجد بالنسبة ( أومن اجل ) ذاي بوصفي معروفاً للغيرعلى شكل جسم. وذلك هو البعد الثالث الانطولوجي للجم
ان جسمي - هكذا يقول سارتر (ص ٣٦٨)-يعد مركز اشارة كامل تشير اليه الأشياء « ان جسمنا ليس فقط ما سمي منذ زمان طويل « مقر الحواس الخمس» ، بلهو ايضا الأداة والهدف من أفعالنا وليس الجسم بالنسبة الينا هو الأول والذي يكشف لنا الأشياء ، بل الأشياء - الأدوات هي التي - في ظهورها الأصيل - تدلنا على جسمنا . ان الجسم ليس حاجزاً بيننا وبين الأشياء : وإنما هوفقط بظهر فردية وامكانية علاقتنا الأصلية بالأشياء - الأدوات» (ص ٣٧٣ ) « والجسم هو ، بمعى ما ، ما أنا عليه مباشرة ، وبمعنى آخر أنا مفصول عنه بالسمك اللامتناهي للعالم ، انه معطى لي بواسطة مد من العالم نحو وقائعيتي وشرط هذا المد الدائم هو التجاوز الدائم » ( ص ٣٧٤ ) .
وجسمي هو تركيب واع من تراكيب وعي .
« وجسم الغير هو الغير نفسه بوصفه علواً - أداة » ( ص ٣٨٩ ) « وجسم الغير هو وقائعية العلو - المعلو عليه من حيث تشير الى وقائعيق وأنا لا أدرك الغير أبداً بوصفه جسماً دون أن أدرك في الوقت نفسه ، على نحو غير صريح ، جسمي ، بوصفه مركز اشارة يدل عليه الغير» (ص٣٩٣)٠
ان الغير يعطى لي اولاً على انه « جسم في موقف » وابتداء منه يوجد موقف . ووجود جسم الغير هو شمول تركيبي بالنسبة الي * ومعنى هذا أولاً انني لاأستطيع ابداً ان ادرك جسم الغير اللهم إلا ابتداء من موقف شامل يدل عليه ، وثانياً أنني لا استطيع ان أدرك - على نحو منعزل -عضواً ما من جسم الغير ، بل ادركه بتداء من شمول الجسد والحياة . ولهذا فإن ادراكي لجسم الغير يختلف تماماً عن ادراكي للأشياء . ومع ذلك فإن جسم الغير يعطى لنا مباشرة على أنه وجود الغير.
وخلاصة هذا كله ما يلي : « أنا اوجد جسمي : هذا هو بعده الأول في الوجود . جسمي يستعمله الغيرويعرفه : هذا هو البعد الثاني . لكن من حيث أنني موجود بالنسبة الى الغير ، فإن الغير ينكشف لي بوصفه الذات التي بالنسبة اليها أنا موضوع . والآمر هنا . . . يتعلق بعلاقتي الأساسية مع الغير . . أنا إذن اوجد بالنسبة الى ذاق بوصفي معروفاً بواسطة الغير - خصوصا في وقائعيى نفسها . وأنا أوجد بالنسبة الى نفسي بوصفي معروفاً من الغير من حيث انني جم . وذلك هو التغير الانطولوجي الثالث لجسمي 1) (ص٤٠١)٠
وعلى نحو اخر، يتناول جبرييل مارسل مشكلة الجسم فيقول : « ان الهوية المزعومة بين الأنا وجسمي لا يمكن التفكيرفيها، فإنهاتفترض الغاء الأنا، والتوكيد المادي أن جسمي يوجد وحده ، لكن خاصية جسمي هي الا يوجد وحده ، وألا يستطيع أن يوجد وحده . وأن يتجسد معناه الظهور كجسم ، كهذا لجسم ، دون إمكان الهوية معه ، ودون التمييز منه في نفس الوقت » (« من الأباء الى النداء » ص ٣١، باريس سنة ١٩٤٠ ) . ويقرر في « يومياته» ( ص ٢٣٦):» انني لست جسمي اكثر من ان أكون أي شيء آخر - إلا أنني لكي اكون اي شيء آخر ، فإن علي اولاً ان استخدم جسمي ».
ويرتبط بمشكلة الجسم مشكلة العلاقة بين الجسم والنفس فراجعها تحت كلمة : نفس .