الحلم الجلي



الحلم الواعي وما يعرف في الإنجليزية اصطلاحا بـ " Lucid Dream" أي الحلم الصافي، ببساطة ماهو إلا أن تعي أنك الآن تحلم، قد يحدث الوعي لعدة أسباب، بالصدفة أو الحظ أو عن طريق ممارسة بعض طرق التأمل والاسترخاء وشحن العقل الباطن بهذه الفكرة لينعكس أثناء النوم فتحظى به. وقد يخلط الكثيرون بين الوعي في الحلم وبين التحكم بالحلم، التحكم بالحلم مرحلة أخرى من الوعي أثناء الحلم، فقد تعي أنك تحلم ولكنك تجري بغير أرادتك وتكتفي باليقين بأنك في حلم لكن لا تستطيع أن تغير المجريات والبيئة حسبما تريد وسنرى في النقطة التالية مستويات الوعي.

مراحل الوعي والتحكم بالحلم : كما قلت في السابقة للوعي أثناء الحلم مراحل متراوحة، عندما تكون في قمة الوعي والانتباه سوف تفقد كل مشاعر الخوف مما تواجهك من مواقف في الحلم ولن تخشى من أي أذى يمكن أن يلحق بك ففي النهاية يبقى حلم، بينما في حال الوعي المنخفض فأنت تعي أن ما يجري هو حلم لكن هذا الوعي ليس بالقدر الكافي فقد تعتقد بأن بعض الامور التي لا تجري في الواقع الملموس حقيقية أثناء حلمك رغم أنك تعي أنك تحلم وفي أحيان أخرى قد تفقد وعيك وتعود إلى وضعك الطبيعي في الحلم ويعود اعتقادك بأن كل ما يجري في الحلم واقع.

الوعي أن ما يجري هو مجرد حلم قد لا يعني بالضرورة قدرتك على التحكم بما يجري، لكن بطبيعة الحال ستحضى على فرصة أكبر كلما زادت مرحلة وعيك، أحد أهم الأمور التي بها تحدد نجاحك أو فشلك في التحكم بالحلم الواعي هو الإيمان بقدرتك على التحكم. فكلما كانت ثقتك أكبر كلما كان نجاحك أكبر. بالتحكم بالحلم تستطيع استبدال الحلم !، كما تستطيع تحسين أخلاقياتك. وهذا النوع من التحكم بالأحلام مفيد جدا لمن يعاني من الكوابيس. ومن ناحية أخرى بلإضافة إلى قدرتك على استبدال الحلم إلى ما تريد، فأنت قادر على تغيير موقفك في الحلم، بإدراك أن ما يجري ليس إلا حلما لن يؤثر عليك جسديا أي أمر طارئ مهما ساءت الأمور. واجه مخاوفك وتغلب عليها فهي الأمر الوحيد الواقعي في الكابوس. التغلب على الكوابيس والانتقال من موقف الضعف والخوف في الكابوس إلى الراحة وطمأنينة البال والسلام في أحلامك ليس هو السبب الوحيد الذي يدفع الكثيرين للخوض في هذه التجربة.