القدرية (مذهب فلسفي)

القدرية أو الجبرية أو الجبر أو الحتمية أو الإيمان بالقضاء والقدر (بالإنجليزية: Fatalism) هو مذهب فلسفي يشدد على إخضاع جميع الأحداث أو الإجراءات للقدر. أو بعبارة أخرى نسق من المعتقدات يذهب إلى أن كل شى سوف ينتهى إلى غايته المحددة، وأنه لا يمكن تجنب ذلك من خلال بذل الجهد أو المعرفة المسبقة، وأنه يجب تقبل ذلك كحقيقة لا مهرب منها من حقائق الحياة.

تشير القدرية عموماً إلى أي من الأفكار التالية:

  1. رؤية أننا عاجزون على القيام بأي شيء آخر غير ما نقوم به فعلا. ويدخل في هذا هو أن الرجل ليس لديه القدرة على التأثير على المستقبل، أو في الواقع، أو في تصرفاته الخاصة. هذا الاعتقاد مشابه جدا للقدرية.
  2. موقف من الانسحاب في مواجهة بعض الأحداث أو الأحداث التي يعتقد أن يكون لا مفر منه في المستقبل. فريدريش نيتشه سمى هذه الفكرة بـ "القدرية التركية" في كتابه "الهيّام وظله".
  3. أن القبول ملائم، بدلا من المقاومة ضد الحتمية. هذا الاعتقاد مشابه جدا للإنهزامية.

ويختلف الجبريون فيما إذا كانت جميع الأحداث قدرًا مقدورًا كجزء من خطة أو نظام كوني، أو ما إذا كانت بعض الأحداث فقط هي التي يتحتم لها أن تحدث. أما أولئك الذين يقيمون جبريتهم على العلم عامة فإنهم يأخذون بمبدأ النظام الكوني للجبرية لأن الجبريين يعتقدون بأن بعض أو كل الأحداث المستقبلية لا يمكن تغييرها كما لا يمكن تغيير الأحداث الماضية. والجبريون غالبًا ما يعتقدون بإمكانية التنبؤ بالمستقبل.

وهذا المذهب يختلف عن مذهب جماعة الجبرية التي ظهرت في العالم الإسلامي في القرن الأول الهجري، السابع الميلادي، وكان على رأسها جهم بن صفوان والتي تسمى أيضًا الجهمية.

كما أن استعمال لفظ القدرية هنا لا بالمعنى الذي كان له في تاريخ الفرق الاسلامية، وهو معنى مقلوب إذ كان يدل على مذهب القائلين بحرية الإرادة، ولكن أسلاف المعتزلة والمعتزلة ايضاً، بل بالمعنى المتفق مع الاشتقاق اللغوي، أي القول بوجود قدر مقضي على الإنسان به، أي أن مصير الانسان محدد بقوى غير إنسانية، ولا حرية للإنسان في تشكيل مصيره بل ولا في تقرير أعماله.

أنواع القدرية

القدرية مذهب فكري يعتقد أصحابه بأن الأحداث تقرِّرها قوى لا سيطرة للمخلوقات البشرية عليها. وبالرغم من أن جميع الجبريين يقبلون بهذا الاعتقاد العام إلا أن لهم آراءً مختلفة حول ماهية أنواع القوى التي تُحتِّم الأحداث. وعلى أساسها تنقسم القدرية إلى:

1) القدرية الأسطورية: ومفادها القول بوجود قدر يهيمن حتى على أعمال الآلهة، ويخضع له زيوس كبير الآلهة كما يخضع له، بالأحرى والأولى، سائر الآلهة، وهو الذي يتحكم في مصائر الناس. وهذه النظرة الموجودة في الأساطير اليونانية قد قصد بها إلى ضمان الوحدة الكونية التي مزقها الشرك وتعدد الآلهة. وربما نشأت هذه النظرة بفضل التأمل العلمي في الحركات المنتظمة للأفلاك السماوية. وفي الأساطير الرومانية، هناك ثلاثة آلهة تسمى الأقدار يزعم أنها تسيطر على مصير البشرية.

2) القدرية النجومية: تربط مصير الانسان المفرد بمواقع النجوم حين ميلاده. فبحسب مواقع النجوم تتغير طباع الناس وأخلاقهم ومشاعرهم ومصائرهم في الحياة.

3) القدرية الفلسفية: وتقوم على أساس أن القدر ειμαρμένη هو الرابطة الضرورية التي تربط بين أجزاء الكل (الكون) وتؤمن وحدته ونطاقه. إنه الضرورة أو القانون أو اللوغوس الذي وفقاً له تحدث الأحداث. يقول ليوفبوس: «إنه لا شىء يقع بالصدفة، بل كل شيء يجدث وفقاً للوغوس أو الضرورة». والقدر يشارك سائر العلل في التحكم في العالم.

لكن افلاطون ("تاثيتانوس"، "النواميس"، "طيماوس"، "السياسة") أكد حرية الانسان واستقلال النفوس، وكذلك أكد أرسطو ("الطبيعة") هذه الحرية. غير أن الرواقيين أكدوا القدرية المتشددة، فعرف زينون القدر بأنه «قوة تحرك المادة على نحو منتظم رتيب، بحيث يمكن أن نسمي ذلك عناية أو طبيعة». ومن هنا دعا الرواقيون إلى العيش بمقتضى الطبيعة، وهو ما سمي باسم «حب القدر» amor fati.

وقد هاجم الاسكندر الافروديسي ("في القدر") وأفلوطين (التساع الثاني ف3، الثالث ف1) وأبرقلس القدرية الكونية والنجومية هجوماً شديداً، مؤكدين حرية الإنسان ومنكرين تحكم مواقع النجوم في مصائر الناس وطباعهم .

وفي العصر الحديث نجد تيارات قدرية لدى بعض فلاسفة عصر النهضة، ونجد عند ليبتتس في القرن السابع عشر لوناً مخففاً من القدرية يقوم على فكرة «الانسجام الازلي».

4) القدرية اللاهوتية:

يعتقد القدريون اللاهوتيون أن الإله يقرر ما سوف يحدث. وهنا يحل الله أو الارادة (أو المشيئة) الإلهية محل المصير في الأساطير اليونانية ومواقع النجوم في القدرية النجومية. فالمذاهب الدينية (وهي موجودة في كل الأديان على السواء) القائلة بالقضاء والقدر، أي أن الله قدر كل شيء تقديراً سابقاً، وأن أفعال الإنسان محكومة بالإرادة الإلهية، وأن الفاعل الحقيقي هو الله، لا الإنسان- هي ألوان من القدرية اللاهوتية.

ففي المسيحية نجد مذهب القائلين بأن المختارين لا يستطيعون إلا أن يفعلوا الخير وذلك بما وهبهم الله من لطف، والملعونين لا يمكنهم إلا أن يفعلو الشر، لأنهم محرومون من اللطف الإلهي: فمن وهب اللطف الإلهي - وهو وهب مجاني لا يقوم على الأعمال - صارت أفعاله كلها خيراً، ومن حرم منه، صارت أفعاله كلها شراً. ومن أوائل من أكدوا هذه القدرية في المسيحية لوكيدو (في القرن الخامس) وجوشلك (في القرن التاسع). وقد بلغت القدرية أوجها في المسيحية عند البروتستانت، وخصوصاً في مذهب كلمان الذي قال: «إن أحوال الناس ليست واحدة، بل بعضهم قدرت له الحياة الدائمة، والبعض الآخر قدرت عليه اللعنة تقديراً سابقاً».

وفي الإسلام سادت القدرية أي القول بالقضاء السابق والقدر المقدر سابقاً - في مذهب أهل السنة والجماعة، واتخذت في الأشعرية شكلاً مخففاً لكنه لا يزال يؤكد القدرية التامة، ولم يقل بحرية الإرادة الإنسانية إلا المعتزلة.

5) القدرية العلمية:

يعتقد القدريون العلميون ـ ويسمون بصفة عامة الحَتميِّين ـ بأن الأحداث تسببها قُوى فيزيائية وكيميائية وبيولوجية يمكن تفسيرها باستخدام النظريات العلمية.

العصور القديمة

الآجيفيكا (تكتب أيضا Ajivaka، تعني حرفيا "الحياة" في اللغة السنسكريتية) كان نظام الفلسفة الهندية القديمة وحركة التقشف لفترة ماهجانابادا في شبه القارة الهندية. يعتقد أتباع الآجيفيكا أن دورة تناسخ الروح تم تحديدها من قبل من حيث المبدأ الكوني الدقيق والغير شخصى الذي يدعى نياتى (مصير أو مصير) التي كانت مستقلة تماما عن تصرفات الشخص. ولذلك فإن المصادر نفسها جعلتهم يكونون مؤمنين بالقضاء والقدر بشدة، مع عدم إيمانهم بالكارما.

"إذا تقرر تحديد كل الحوادث المستقبلية بشدة ...، قد يمكن القول بمعنى آخر أن الأحداث القادمة موجودة بالفعل. يوجد مستقبل في الحاضر، وكلاهما موجود في الماضي. الوقت هو بالتالي وهمى على التحليل النهائي ". "كل مرحلة من مراحل العملية هي دائماً حاضر ... فإن الروح التي حققت الخلاص ولادتها الأرضية لا تزال حاضرة. لا يتم تدمير أي شيء ولا إنتاج أي شيء ... ليس فقط كل شيء محدد، ولكن التغيير والتطوير في أى شئ هو وهم كوني ". ماكالى جوزلا كان مدرسا زاهدا من الهند القديمة. ويعتبر انه قد ولد في 484 قبل الميلاد وكان معاصرا لسيدهارتا غوتاما، مؤسس البوذية، ومهافيرا، والترثنكارا الرابع والعشرين والأخير لليانية.

الحتمية والقدرية

في حين أن الشروط غالبا ما تستخدم بالتبادل، الإيمان بالقضاء، والحتمية، والقدرية هم منفصلون بشدة على جوانب مختلفة من عدم جدوى إرادة الإنسان أو التنسيق المسبق للمصير. ومع ذلك، لكل هذه المذاهب قاعدة مشتركة.

يتفق الحتميون عموما أن الأنشطة البشرية تؤثر على المستقبل ولكن هذا العمل الإنساني هو في حد ذاته تحدده السلسلة السببية من الأحداث السابقة. وجهة نظرهم لا تبرز "تقديم" لقدر أو مصير، في حين المؤمنون بالقضاء والقدر يؤكدون على تقبل أن الأحداث المستقبلية لا مفر منها. ويعتقد الحتميون أن المستقبل ثابت خصوصا بسبب السببية. مؤمنون بالقضاء والقدريون يعتقدون أن بعض أو جميع جوانب المستقبل لا مفر منها، ولكن ليس بالضرورة بسبب السببية بالنسبة للمؤمنين بالقضاء والقدر.

الإيمان بالقضاء والقدر هو مصطلح أكثر مرونة من الحتمية. وجود فرص أو "لاحتميات" تاريخية، أي الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها عن طريق معرفة مجردة بالأحداث الأخرى، هي فكرة لا تزال متوافقة مع الإيمان بالقضاء والقدر. وضرورة (مثل قانون الطبيعة) يحدث تماما كصدفة لا محالة كلاهما يمكن تصورهما أنهما شئ سائد.

وبالمثل، الحتمية هو مصطلح أوسع من القدرية، والقدريون (كنوع معين من الحتميين)، يعتقدون أن كل حدث واحد أو أثر ينجم عن سلسلة غير منقطعة من الأحداث التي تعود إلى أصل الكون. الحتميون يتمسكون بوجهة نظر أكثر عمومية، وفي الوقت نفسه، يعتقد أن كل حدث هو على الأقل ناجم عن الأحداث السابقة الأخيرة، إن لم يكن أيضا امتداد من أحداث بعيدة غير منقطعة كتلك التي تعود في الوقت لأصول الكون الأولى.

الإيمان بالقضاء والقدر، وذلك بالرجوع إلى "المصير" الشخصي أو لـ"الأحداث المقدرة" يعني بشدة وجود شخص ما أو شيء ما وضع "الأقدار". عادة ما يتم تفسيره بكائن واعى، واسع العلم أو القوة التي قامت بالتخطيط بشكل شخصى وبالتالي يعرف في جميع الأوقات الخلافة الدقيقة لكل حدث في الماضي والحاضر والمستقبل، و لا يمكن تغيير أى منها.

حجة الخمول

وكانت إحدى الحجج القديمة الشهيرة المتعلقة بالقضاء والقدر ما يسمى حجة الخمول. وتقول بأنه إذا كان كل شئ مقدّر، فإنه سيكون من غير المجدي بذل أي جهد لتحقيق ذلك. قام اوريجانوس وشيشرون بوصف حجة الخمول بهذا الشكل:

  • إذا كان مقدرا لك التعافي من هذا المرض، فإنك سوف تتعافى سواء استدعيت الطبيب أم لا.
  • وبالمثل، إذا كان قدرك ألا تتعافى، فأنت لن تفعل سواء استدعيت الطبيب أم لا.
  • ولكنه قدرك سواء كنت ستتعافى من هذا المرض، أو أنك لن تتعافى.
  • لذلك، من غير المجدي استشارة الطبيب.

وتوقع أرسطو حجة الخمول في كتابه (الترجمة) الفصل 9. يعتبر المتحملون أن تكون مغالطة ومحاولة المتحمل خريسيبوس لدحض ذلك من قبل، مشيرا إلى أن استشارة الطبيب شوف تكون مقدرة تماما مثل التعافى. ويبدو أنه قد قدم فكرة أنه في حالات من هذا القبيل في قضية حدثين يمكن أن يكون لهما قدراً مشتركاً، حتى أن أحدهما لا يمكن أن يحدث دون الآخر. مع ذلك، حجة زائفة لأنه فشل اعتبار أن تلك المقدرة للتعافى يمكنها في بعض الأحيان ان ترتبط بتلك المقدرة لاستشارة الطبيب.

الإيمان بالقضاء والقدر المنطقي والحجة من ثنائية التكافؤ

تعود تلك الحجة الشهيرة للإيمان بالقدر إلى العصور القديمة أن الحدث لا يتوقف على السببية أو الظروف المادية بل يستند على حقيقة منطقية فرضاً. هناك إصدارات عديدة من هذه الحجة، بما في ذلك تلك الخاصة بأرسطو وريتشارد تايلور التي تم الاعتراض عليها ولكن لا تتمتع بالدعم السائد.

الفكرة الرئيسية من القدرية المنطقية هو أن هناك مجموعة من المقترحات الحقيقية (البيانات) حول ما سيحدث، وهذه هي الحقيقية بغض النظر عن متى تتم. لذلك، على سبيل المثال، إذا كان صحيحا اليوم أن غدا سيكون هناك معركة بحرية، إذا لا يمكن أن تفشل في أن تكون معركة بحرية غدا، وإلا فإنه لن يكون صحيحا اليوم أن هذه المعركة ستجري غدا.

حجة تعتمد بشكل كبير على مبدأ ثنائية التكافؤ: فكرة أن أي اقتراح إما صحيح أو خاطئ. ونتيجة لهذا المبدأ، إذا لم يكن الاقتراح كاذب من شأنه أن تكون هناك معركة بحرية، ثم يكون صحيحا. لا يوجد في ما بينهما. ومع ذلك، رفض مبدأ ثنائية التكافؤ، ربما بالقول إن حقيقة اقتراحا بشأن المستقبل هي غير محددة، رؤية مثيرة للجدل لأن المبدأ جزءا مقبولا من المنطق الكلاسيكي.

القدرية في علم الاجتماع

أهمل علماء الاجتماع هذه الظاهرة إلى حد ما، بالرغم من أن الجبرية (القدرية) غالباً ما تعد خصيصة لصيقة بالفقر، والإصابة بالأمراض المزمنة، والبطالة. ولذلك فقد ذهب أوسكار لويس - على سبيل المثال - إلى أن الجبرية (القدرية) تعد خصيصة محورية فى "تقافة الفقر" (انظر كتاب أطفال سانشيز). وبنفس الطريقة ذهبت كيت بيرسل فى مناقشتها "لأطروحة العامل السلبى" (Passive Worker Thesis) (التى تقوم على الفكرة التى مؤداها أن المرأة - كعامل - أكثر استقراراً وأكثر سلبية وأكثر قابلية للاستغلال من الرجل) إلى أن سلوك المرأة من العمل يكشف عن "إتجاه قدرى للحياة" يرتبط بنمط من التنشئة الاجتماعية التى تؤكد الهوية الأنثوية والجوانب البيولوجية للمرأة، ويدعم ذلك من خلال اشتغال المرأة بالأعمال اليدوية وبفعل الظروف الطبقية. (انظر بحثها بعنوان: "العاملات اليدويات، والقدرية، وتأكيد اللامساواة"، منشور فى كتاب دافيد روبنز (محرر) إعادة التفكير فى اللامساواة الاجتماعية).

ولقد عرف دوركايم فى دراسته عن الانتحار (1897) الانتحار القدرى (كالذى يحدث فى حالات الاتتحار الذى يقدم عليه الرقيق) فى ضوء الضبط الزائد عن الحد لحاجات الأفراد، وهو موقف يكون فيه المستقبل مظلماً، كما أن العواطف يتم مواجهتها بعنف من خلال نظام يقمعها. ويتقلص الأمل إلى درجة أن تصبح الحياة ذاتها مسألة لا يبالى بها الفرد. ولقد ذهب ديفيد لوكوود فى توسيعه للمناقشة الدوركايمية (انظر كتابه التضامن والشقاق، 1992) إلى أن الجبرية (القدرية) هى مسألة تتفاوت فى درجتها، وأنها تنتج من "الاستعباد الأخلاقى أو الفيزيقى"؛ أى أنها محصلة ظروف تشبه ظروف العبودية، أو نتيجة وجود ضوابط يفرضها نسق من المعتقدات الجبرية الظاهرة، كالمعتقدات التى تتبناها الأفكار الهندوسية المعروفة بالكارما، والسامسارا، والموكشا.

فالجبرية (أو القدرية) تضرب بجذورها فى الإيديولوجية الجبربة (القدرية) (كما هو الحال فى لاهوت الخلاص الهندوسى) التى تولد التزاماً أخلاقيا. فإذا أردنا المقارنة بين نوعى الجبرية، فسوف نرى أن الجبرية (القدرية) الوجودية التى تخلفها العبودية تتأسس أصلاً فى الطقوس وليس فى المعتقدات، حيث لا تقبل الفئات الخاضعة بالظروف التى توجد فيها وتؤمن إيماناً جازماً أنها لا يمكن أن تتبدل. ويمكن القول على أية حال أن الظرف الذى يدفع إلى السلوك المرتبط بالاتجاه الجبرى (القدرى) فى كلتا الحالتين التى مؤداها أن الناس تحس أن الكابح الاجتماعى الواقع عليهم يمثل ظرفاً خارجياً، حتمياً ولا شخصياً.

انتقادات

التباس دلالي

تم انتقاد هيكل المنطقي الأساسي من القدرية المنطقية على أنه كذب. هيكل حجتها هو "إما وقوع حدث معين يحدث أو لا يحدث وإذا حدث ذلك، لا يوجد شيء يمكن القيام به لمنع ذلك، وإذا لم يحدث ذلك، ليس هناك ما ينبغي القيام به لتمكينه. " المشكلة في حجة تنشأ مع دلالات "لو". فشلت حجة لأنه يستخدم "لو" على أنها تعني أن الحدث سيحدث مع اليقين المطلق، عندما يكون هناك اليقين، إلا أن الحدث إما يحدث أو لا، عندما تعتبر كلا الخيارين. لا خيار في حد ذاته مؤكد، على الرغم من أن كلا الخيارين معا مؤكدان. استخدام كلمة "لو" بهذه الطريقة أظهرت الحكم بأنه "إذا كان الحدث من المؤكد أن يحدث، إذا ليس هناك ما ينبغي القيام به لمنع ذلك"، ولكن ليس هناك يقين أن هذا الحدث لن يحدث. وبالتالي هذا النوع من الإيمان بالقضاء والقدر يعتمد على المنطق الدائري.

انتقاد آخر يأتي من الروائي ديفيد فوستر والاس، الذي في ورقة 1985 "الايمان بالقضاء والقدر ريتشارد تايلور ودلالات القيد البدنية" يشير إلى أن تايلور وصل استنتاجه من القدرية فقط لأن حجته شملت اثنين من مفاهيم مختلفة ومتضاربة من الاستحالة. لم يرفض والاس الإيمان بالقضاء والقدر في حد ذاته، كما كتب في كتابه مرور الختام، "إذا أراد تايلور والمؤمنون بالقضاء والقدر بإجبارنا على استنتاج ميتافيزيقي، يجب عليهم أن يقوموا بالميتافيزيقيا، وليس معاني الكلمات، وهذا يبدو مناسب تماما.[١] ويليم ديفرايس وجاي غارفيلد، كلاهما من المستشارين على أطروحة والاس، أعربوا عن أسفهما لأن حجة والاس لم تنشر. و مع ذلك في عام 2010، فقد نشرت الأطروحة بعد وفاته بعنوان "الوقت، المصير، واللغة: مقال عن الإرادة الحرة."

انظر أيضاً

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة nyt