أردشير وغلنار

تقول شاهنامة الفردوسي أن بابك ملك فارس قد عهد بابنه أردشير إلى الملك أردوان Ardawan الأشكاني ليقوم على تربيته وتنشئته، واختار أردشير دارًا عن كثب من حظيرة خيل أردوان. وكات للملك جارية تدعى غلنار تقوم على خزائنه. وذات يوم رأت غلنار أردشير فعشقته. ولما حل المساء عمدت إلى حبل عقدت به عقدًا وربطته في شرفة القصر، وتدلت عليه حتى بلغت منزل أردشير فوجدته مستغرقًا في نومه، غير أنها استشفت من ملامحه أنه مهموم لما علمته من ثورة أردوان عليه لاعتداده بنفسه وتحديه لابن أردوان في رحلة صيد، وأحست بحدبها عليه فرفعت رأسه بحنان وأراحته في حجرها، ولما استيقظ ضمته إلى صدرها ومالت بخدها على خده في حب ووله. وحين رآها وأدرك عمق عاطفتها عشقها كما عشقته وغدا كل منهما لا يقوى على فراق حبيبه، وكانت تختلف إليه سرًا كل ليلة.

واتفق أن توفي بابك ملك فارس ووالد أردشير فطمع أردوان في عرشه ونصب من ابنه ملكًا على فارس، فاغتم أردشير وعزم على الهرب. ولما جن الليل عمدت غلنار إلى خزائن الملك فاغترفت من نفيس جواهرها وذهبها، وخفت إلى أردشير الذي أسرج فرسين وانطلقا راكضين. وتبدو هذه الواقعة مصورة في منمنمة رائعة بشاهنامة بايسنقر 1439 م المحفوظة بمكتبة قصر غولستان بطهران وكذا بشاهنامة طهماسي 1522 المحفوظة بمتحف متروبوليتان بنيويورك.